أعلن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيفتتح مؤتمر منتجي النفط ومستهلكيه الذي سيعقد الأحد في جدة لمناقشة أسباب ارتفاع الأسعار إلى أرقام قياسية. وتوقعت مصادر في شركات نفطية عالمية ان يعلن الملك عبدالله في كلمته الافتتاحية عن زيادة طاقة إنتاج النفط التي طورتها السعودية، بعدما رجح النعيمي في كلمة في"مركز الدراسات الإستراتيجية"في واشنطن الشهر الماضي، ان تزيد 1.5 مليون إلى مليوني برميل يومياً عن الإنتاج الفعلي للمملكة. ورأت المصادر ان إعلان الملك عبدالله سيندرج ضمن مساعي السعودية إلى طمأنة الأسواق العالمية للطاقة، في وقت تشهد أسعار النفط ارتفاعات محمومة، ولطمأنة المستهلكين الذين يتخوفون من ان يؤدي ارتفاع الطلب من الاقتصادات الناشئة، مثل الصين والهند، إلى دعم المسيرة التصاعدية للأسعار، خصوصاً مع تراجع الطاقة الإنتاجية الاحتياطية في بلدان منتجة أخرى. وأعلن النعيمي في بيان ان الملك عبدالله سيلقي في بداية الاجتماع كلمة، كما سيتحدث في الجلسة الأولى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون. وكشف ان 35 دولة و25 شركة نفط وسبع منظمات ستحضر الاجتماع الذي يستمر يوماً واحداً. وكانت السعودية أعلنت رسمياً الجمعة الماضي أنها دعت وزراء الطاقة في الدول المنتجة والمستهلكة للنفط إلى المؤتمر. وقال النعيمي في بيانه:"الدعوة وُجهت إلى وزراء الطاقة في الدول الرئيسة المنتجة والمستهلكة للنفط، ورحب كثيرون من الوزراء بالدعوة وأبدوا استعدادهم للمشاركة في الاجتماع". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون أعلن الأحد الماضي بعد محادثات في السعودية ان الملك عبدالله يرى ان أسعار النفط الحالية"مرتفعة بشكل غير طبيعي"، وهو مستعد لبذل كل ما يمكن لإعادة الأسعار إلى"مستواها الملائم". وذكر للصحافيين ان القسم الأساسي من لقائه مع الملك عبدالله خصص للبحث في العلاقة بين ارتفاع أسعار النفط وتفاقم أزمة الغذاء وكذلك التغير المناخي. ودعيت إلى المؤتمر الدول الأعضاء في"منظمة البلدان المصدرة للنفط"أوبك ودول منتجة للنفط من خارج المنظمة، منها روسيا والنروج والمكسيك والبرازيل، إضافة إلى أبرز الدول المستهلكة، مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان والصين والهند وجنوب أفريقيا. ولفت النعيمي إلى ان بين المدعوين أيضاً وكالة الطاقة الدولية وشركات النفط العالمية الكبرى. وقال وزير النفط الفنزويلي رفاييل راميريز ان بلاده لن تحضر مؤتمر جدة، معتبراً ان حكومته تفضّل عدم اجتماع وزراء"أوبك"قبل اجتماعهم الدوري في أيلول سبتمبر المقبل. وأوضح النعيمي ان اجتماع جدة للطاقة"سيتناول وضع السوق النفطية الدولية والارتفاع الحالي في أسعار النفط وكيفية تعاون الدول المنتجة والمستهلكة والمنظمات الدولية ذات العلاقة، وشركات النفط الرئيسة من أجل التعامل مع هذه الظاهرة التي ليس لها ما يبررها لجهة المعطيات النفطية وأساسيات السوق، واقتراح المؤتمر الحلول المناسبة للتعامل معها". وأعرب عن أمله"في الوصول إلى نتائج إيجابية تساهم في استقرار السوق النفطية الدولية". وأكد حرص السعودية"على التعاون مع بقية الأطراف المعنيين لمواجهة ارتفاع الأسعار ومواجهة قضية عالمية قد تكون لها آثار سلبية على الاقتصاد العالمي، تحديداً اقتصادات الدول النامية". وتتخلل برنامج الاجتماع جلسة مناقشة برئاسة الوزير لشؤون البترول رئيس لجنة الإعداد للاجتماع الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وستقدم السعودية ووكالة الطاقة الدولية وپ"أوبك"ومنتدى الطاقة الدولي، ورقة مشتركة حول الوضع الحالي لأسواق النفط، تليها جلسة نقاش مفتوحة. وكانت السعودية أعلنت في أيار مايو الماضي رفع إنتاجها النفطي بمعدل 300 ألف برميل يومياً مع توقع إنتاج 9.45 مليون برميل يومياً خلال الشهر الجاري. وكانت صحيفة"نيويورك تايمز"أفادت بأن السعودية تنوي رفع إنتاجها بمقدار نصف مليون برميل إضافية يومياً اعتباراً من الشهر المقبل. وأفادت نشرة"ميدل إيست إيكونوميك سورفي"ميس ان المملكة تدرس زيادة كبيرة في إنتاجها ليصبح قريباً من مستوى قياسي مقداره 10 ملايين برميل في اليوم.