أعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي في بيان له في امستردام ان السعودية ستبدأ مطلع الشهر المقبل انتاج تسعة ملايين برميل من النفط يومياً، وستقترح زيادة سقف انتاج "أوبك" بأكثر من مليوني برميل يومياً. وعزا النعيمي ذلك الى بيانات العرض والطلب المعدلة التي تشير الى زيادة في الطلب على نفط "أوبك" بأكثر من مليوني برميل يومياً في الأشهر المقبلة، لافتاً الى حرص السعودية على استقرار السوق والإمدادات، وعلى نمو الاقتصاد العالمي واقتصادات الدول النامية التي "نحن جزء منها"، ويتأثر رخاؤها بالارتفاع الحاد وغير المتوقع في الأسعار. وأعلن ان السعودية ستتابع، بالتنسيق مع "أوبك" حاجة السوق وتأمين الإمدادات للمشترين في المستقبل، للحفاظ على الأسعار ضمن النطاق المستهدف والمقبول للمنتجين والمستهلكين، الذي يساهم في النمو الاقتصادي العالمي، خصوصاً اقتصادات الدول النامية. ورأى ان منتدى الطاقة الدولي التاسع الذي يفتتح اليوم في امستردام، سيكون فرصة للحوار بين المنتجين والمستهلكين حول اسباب ارتفاع اسعار النفط، وأفضل السبل التي تمكن كلاً من الجانبين من المساهمة في اعادة الاستقرار الى السوق النفطية لما فيه مصلحة الجميع. وانخفض سعر النفط الخام نحو 50 سنتاً فور اعلان البيان السعودي، ليبلغ سعر البرميل 38.65 دولار. وأوضحت مصادر سعودية ان قرار المملكة مرتبط بكونها تحظى بربع الاحتياط النفطي العالمي، وتحرص على استقرار السوق وبقاء الطلب عند مستويات مستقرة، وألا تعمل الدول الصناعية لتطوير مصادر طاقة بديلة، في حال بقاء الأسعار مرتفعة. وتابعت ان البيان السعودي مرده ايضاً الى رغبة في حماية العالم الثالث من أزمات اقتصادية كبرى، وان القرار غير مرتبط بأي ضغوط من أي جهة، اميركية أو غيرها. وشددت على ان كل الدول الاعضاء في منظمة "أوبك" وفي مقدمها السعودية، المنتج الأكبر لا تريد اسعاراً مرتفعة للنفط. ويعقد وزراء النفط والطاقة في منظمة "اوبك" اجتماعاً غير رسمي على هامش اجتماع "منتدى الطاقة الدولي" في امستردام، للبحث في سبل التوصل الى انهاء ما عُرف ب"أزمة ارتفاع اسعار الخام الى مستويات كبيرة"، وما يمكن اتخاذه من اجراءات لتأمين "استقرار الاسعار". وقال مسؤول نفطي خليجي ل"الحياة" ان المنظمة "لا تملك عصاً سحرية لحل مشكلة الاسعار" راجع ص 11. ومع تمسك الولاياتالمتحدة ووكالة الطاقة الدولية باستحالة السحب من الاحتياط الاستراتيجي "إلا في حال توقف الواردات، او حدوث عصيان مدني في منابع النفط"، قال وزير الاقتصاد الهولندي لورنس يان برينكهورست الذي سيرأس اجتماع "منتدى الطاقة": "لا أرى دلائل على أن اسعار النفط ستنخفض قريباً والأسعار المرتفعة الآن لا تدعو الى القلق، لكن الاستثمارات الجديدة في قطاع النفط مطلوبة لتجنب استمرار الضغوط السعرية". ويتوقع ان يُصدر المنتدى بياناً عن تعاون "المنتجين والمستهلكين" في محاولة لايجاد "بيئة تمهد لاستقرار أسعار الطاقة". كما سيُصدر وزراء مال دول مجموعة السبع بعد اجتماعهم في نيويورك اليوم وغداً، بياناً يناشد "اوبك" العمل لضمان "استقرار سوق النفط".