أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي التزام السعودية تنفيذ مشروعها الضخم، لرفع قدرة إنتاجها من النفط من 11 مليون برميل يومياً إلى 12.5 برميل يومياً السنة المقبلة، والاستمرار في توسيع قدرة التكرير في مصافيها". واعتبر في كلمة ألقاها في اجتماع في لندن افتتحه رئيس الوزراء البريطاني غوردون بروان، وشارك فيها وزراء منظمة"أوبك"ومن خارجها ووكالة الطاقة الدولية، أن أسعار النفط المخفوضة"تعكس ظروفاً اقتصادية ومالية متدهورة". ورأى براون أن هشاشة أسعار النفط وتقلّباتها"تمثل تحدياً أساسياً للاقتصاد العالمي، لأن تقلبات الأسعار تؤثر سلباً على المنتجين والمستهلكين". وأوضح أن الهدف من الاجتماع"متابعة الأعمال التي بدأت في جدة في حزيران يونيو الماضي، لقناعتي بأن الحوار هو السبيل الوحيد بين المنتجين والمستهلكين، ويمكّننا من وضع الأساس للعمل على مزيد من الاستقرار في الطاقة للمستقبل". وعدّد ثلاثة تحديات: الأول"الحاجة إلى استقرار أسواق النفط مع الاعتراف باستمرار دور النفط في العالم فضلاً عن الحاجة إلى تنويع مصادر الطاقة"، والثاني"تحقيق طموحاتنا في مجال التغيير المناخي"، والثالث"ضرورة ضمان أمن الطاقة من دون تحوّلنا إلى حمائيين بإقفال حدودنا". واعتبر براون أن تأثير ارتفاع أسعار النفط في الشهور الماضية"سحب 150 بليون دولار من الإنتاج الاقتصادي العالمي خلال السنة الحالية". ولفت إلى أن التحدي الأول أمام الجميع هو"هشاشة سعر النفط وتقلباته". وقال النعيمي إن السعودية"دعت إلى مؤتمر جدة لإيجاد حلول لهذه الأسعار المرتفعة غير المحمولة، وكان التجاوب جيداً في حضور 38 دولة و4 منظمات دولية و30 شركة نفط عالمية". ورأى أن الزيادة في إنتاج السعودية"ساعدت على خفض الأسعار إلى مستويات متناسبة مع توازن العرض والطلب في السوق". وأوضح:"كان رأيي في جدة أن عوامل السوق لا يمكنها وحدها تحمّل مسؤولية هشاشة أسعار النفط المرتفعة، لأن عوامل أخرى كانت ماثلة مثل المضاربات الاستثمارية في السلع التي تقود إلى هذا الارتفاع". وأشار إلى أن"ما يحصل الآن في سعر النفط هو عكس ما حصل من ارتفاع، إذ تراجع سعر البرميل مئة دولار ووصل إلى أقل من 50 دولاراً في شهر"، معتبراً أن الأسعار المخفوضة"تعكس ظروفاً اقتصادية متدهورة". وتوقع النعيمي أن"ينخفض استهلاك النفط هذا 300 ألف برميل يومياً هذه السنة مع نمو طفيف مرتقب السنة المقبلة، بعدما كان مرجحاً أن يزيد مليوني برميل". وأكد مجدداً قناعته ب"وجود عوامل خارجة عن أسس السوق تستمر في التأثير على أسعار النفط رفعاً وخفضاً". وأشار النعيمي إلى أن اعتبار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز مستوى 75 دولاراً للبرميل هدفاً عادلاً معقولاً لسعر النفط، هو الذي يمكّن المنتجين الهامشيين من الاستمرار في استثماراتهم، كي تكون كافية للعرض، لتزويد الحاجات المستقبلية من استهلاك النفط". واعتبر أن سعر النفط المخفوض، كما هو اليوم، سيقلّل من الاستثمارات والمعروض في المستقبل". وأعلن أن السعودية"تضطلع بدور في تطوير بدائل الطاقة، وهي تستثمر في ذلك"، موضحاً أن"أرامكو السعودية"تستخدم الطاقة الشمسية في بعض أماكنها". وكشف أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنيات"وقعت اتفاقاً لإنشاء مصنعاً للطاقة الشمسية مع قدرة تفوق 3 ميغاوات". وأكد أن السعودية"ستكمل يوماً طاقتها النفطية بالطاقة الشمسية، وتصدر الطاقة إلى جانب براميل النفط". وانتقد الضرائب عن الطاقة المكلفة جداً على المستهلك، وتمثل في بعض الدول الصناعية ما يزيد على 80 دولاراً للبرميل أكثر من أسعار السوق نتيجة الضرائب". وتابع المجتمعون الحوار في جلسات مغلقة.