سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزراء جددوا التزامهم تحقيق مستويات اسعار عادلة تسمح للاقتصاد العالمي بمعاودة النمو . الاجتماع النفطي الثلاثي يؤكد أهمية استقرار الاسواق لضمان الامدادات
عقد وزراء نفط السعودية علي النعيمي وفنزويلا الفارو سيلفا كالديرون والمكسيك ارنستو مارتنز اجتماعاً صباح أمس في فندق انتركونتننتال في جنيف لتقويم اوضاع السوق النفطية ودعوة الدول المنتجة الكبرى الى التعاون من أجل الحفاظ على استقرار اسواق النفط لدعم الاسعار، التي تدهورت أخيراً الى ادنى مستوى تسجله منذ 14 شهراً. قال الوزراء انهم اتفقوا على ان قرار "أوبك" الاخير بخفض الانتاج لاعادة الاستقرار الى اسواق النفط اتخذ في الوقت المناسب، نظراً الى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وتأثير ذلك على معطيات الاسواق. وأضاف الوزراء في بيان مشترك ان اجتماع أمس جاء لتحليل التطورات في اسواق النفط الدولية. وقال البيان ان الطلب على النفط استمر في التراجع خلال الاشهر القليلة الماضية بينما استمر العرض في الارتفاع نتيجة ارتفاع المخزونات الى مستويات فاقت التوقعات واستئناف العراق تصدير نفطه وزيادة انتاج عدد من الدول من خارج "أوبك"، مشيراً الى انه نتيجة لذلك أظهرت اسواق النفط دلائل على دخولها دورة جديدة من عدم الاستقرار تطلبت اتخاذ قرار خفض الانتاج. واكد الوزراء على اهمية استقرار الاسواق كشرط اساسي لضمان الامدادات على المديين القريب والبعيد. كما أكدوا التزامهم تحقيق مستويات اسعار عادلة تسمح للاقتصاد العالمي بمعاودة النمو وفي الوقت نفسه تمكن الدول المنتجة من الاستثمار لضمان امدادات النفط على المدى البعيد. وذكر الوزراء بأنه تم التوصل سابقاً الى اجماع بين الدول المنتجة والمستهلكة على ان مستوى الاسعار ضمن آلية الاسعار مقبول من قبل الجميع. ووافق الوزراء على مواصلة مراقبة معطيات اسواق النفط وتبني أي اجراءات ضرورية في الوقت والشكل المناسبين، لضمان الاستقرار والامدادات في الاسواق النفطية. ودعا الوزراء الدول المنتجة الكبرى الى التعاون في الجهود الرامية الى تحقيق الاستقرار في اسواق النفط، واكدوا على أهمية تحسين الحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة من أجل تحقيق التفاهم وتعزيز الشفافية واستقرار الاسواق. وقال مصدر رفيع مطلع على الاجتماع ل"الحياة" ان الهدف الرئيسي من الاجتماع كان التنسيق بين الدول الثلاث التي تعتبر من الدول المصدرة الرئيسية للنفط الى الولاياتالمتحدة، اضافة الى حض المكسيك على بذل جهود لدى النروج لاقناعها بالاستمرار في التنسيق مع دول "أوبك" لخفض انتاجها. وأضاف المصدر ان قرار "أوبك" السريع لخفض انتاجها "أظهر ان المنظمة أصبحت قادرة على التحرك بسرعة اذا انخفضت اسعار النفط الى أقل من 22 دولاراً للبرميل". وتقضي آلية "أوبك" لضبط أسعار النفط بخفض الانتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً اذا ظل سعر سلة خامات "أوبك" السبعة أدنى من 22 دولاراً لمدة عشرة ايام عمل متصلة وزيادته بالكمية نفسها اذا ارتفع السعر عن 28 دولاراً للبرميل طوال 20 يوم عمل متصلة. وزاد: "عندما رأت المنظمة ان الاسعار اتجهت نحو الهبوط الى مستويات غير مرغوب بها، تحركت بسرعة لمنع هذا التدهور". لكنه أكد ان "ذلك لا يعني ان المنظمة لن تستطيع تغيير قرارها خلال المؤتمر المقبل الذي سيعقد في 26 أيلول/سبتمبر في فيينا اذا رأت ان الاسعار ارتفعت الى مستويات أعلى من 28 دولاراً للبرميل". واعتبر المصدر أرقام وكالة الطاقة الدولية في شأن نمو الطلب العالمي على النفط متشائمة جداً بل أيضاً "مسيسة". ولم ير في أقوال الرئيس الاميركي جورج بورش أي اختلاف في الرأي مع دول "أوبك"، اذ اوضح بوش انه يتمنى ان تحافظ دول "أوبك" على استقرار اسعار النفط، مشيراً الى انه خلافاً لما ورد في بعض وسائل الاعلام، لم يوجه بوش أي انتقادات لقرارات "أوبك". وقال وزير النفط النروجي اولاف اكسلسن الاسبوع الماضي، ان النروج التي تعتبر من أكبر الدول المنتجة للنفط من خارج "أوبك" بنحو 3.1 مليون برميل يومياً، ليست لديها خطة فورية لخفض انتاجها النفطي بعدما قررت "أوبك" يوم الاربعاء الماضي خفض الانتاج بمقدار مليون برميل يومياً اعتباراً من الاول من أيلول المقبل. ويشار الى ان المكسيك، سابع أكبر منتج للنفط في العالم وهي ليست عضواً في "أوبك"، اعلنت ان أعمال الصيانة ستؤثر على صادراتها النفطية في الاشهر الاربعة المقبلة وستؤدي الى خفض انتاجها بمقدار 70 الف برميل يومياً. الى ذلك قال مصدر مسؤول في شركة نفطية كبرى في حديث ل"الحياة" ان ارقام الشركات النفطية الكبرى لا تتوافق مع توقعات وكالة الطاقة الدولية في شأن مستوى الطلب على نفط "أوبك". وأضاف انه لم يفهم تحرك دول "أوبك" لخفض الانتاج بمستوى مليون برميل، مشيراً الى انها لا تحتاج الى ذلك على رغم الانخفاض المتوقع في نمو الطلب. وأوضح ان تقديرات شركته النفطية، التي رفض الكشف عن ارقامها، تشير الى انه اذا حافظت "أوبك" على سقفها الانتاجي حتى نهاية السنة، مع ازالة تجاوزات الانتاج التي برزت في الاشهر الاخيرة وتصل الى نحو نصف مليون برميل يومياً، سيؤدي ذلك الى رفع اسعار النفط الى مستوى 25 دولاراً للبرميل لسلة "أوبك" وهو السعر المستهدف للمنظمة. وتابع: "لم نفهم قرار أوبك بخفض الانتاج. ولماذا تأثروا بتوقعات وكالة الطاقة الدولية الخاطئة". وخفضت وكالة الطاقة الدولية في 13 تموز يوليو الجاري توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط الى النصف، اذ قلصته بمقدار 510 آلاف برميل في اليوم الى 460 الف برميل فقط في اليوم. وأغلق خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم أيلول في نهاية اسبوع التعامل الاخير على 25.16 دولار للبرميل، وسجل خام القياس الاميركي تسليم الشهر نفسه 27.02 دولار، وكان آخر سعر لسلة نفط "أوبك" 23.91 دولار للبرميل.