أعلن مسؤول تشادي رسمي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس أن "معارك عنيفة" اندلعت بعد ظهر أمس الإثنين بين الجيش التشادي والمتمردين في مكان"غير بعيد"عن مدينة بيلتين شرق التي استولى عليها المتمردون صباحاً. واصدر مجلس الامن بعد ظهر امس قراراً بالاجماع يدين هجمات المتمردين. وأكد المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، أن"معارك عنيفة اندلعت قرب بيلتين. عندما خرج المتمردون من بيلتين اعترضهم الجيش". وأكد مصدر عسكري أن الجيش يحاول"تطويق"رتل المتمردين"الذين يلتفون حول أنفسهم في الشرق"، مشيراً إلى أن"المتمردين يحاولون استدراجنا لكي نخلي عدداً من النقاط ولكن الجيش عزز كل المواقع الاستراتيجية". وأضاف أن المتمردين تعرضوا للقصف"مرات عدة"الإثنين و"خلفوا وراءهم 17 آلية في منطقة باتا غرب أبشي حيث باتوا ليلتهم". وأشار مصدر عسكري فرنسي إلى أن الجيش التشادي نشر نصف قواته تقريباً في نقاط استراتيجية مختلفة في شرق البلاد. وتقع بيلتين على بعد نحو مئة كيلومتر شمال ابشي، كبرى مدن المنطقة 700 كلم شرق نجامينا. ونقلت وكالة"رويترز"من غوزبيدا شرق تشاد عن علي جدي الناطق باسم الائتلاف الوطني المتمرد المناهض للرئيس إدريس ديبي تأكيده أن"بيلتين سقطت لتوها"في يد المتمردين الذين احتلوا الأحد بلدة أخرى هي أم دام. وكان جدي قال الأحد ل"رويترز"متحدثاً من هاتف يعمل من خلال الاقمار الاصطناعية:"احتلينا بلدة أم دام هذا الصباح. لم نلق مقاومة كبيرة". وأضاف"غادرنا بلدة أم دام، ونحن مستمرون في التقدم". وأم دام بلدة صغيرة على بعد نحو 120 كيلومترا شمال غربي غوزبيدا لكنها تقع على بعد نحو 700 كيلومتر بالطريق البري من العاصمة نجامينا التي تقع في غرب البلاد والتي هاجمها المتمردون في شباط فبراير الماضي. وكان رتل للمتمردين مؤلفاً من نحو مئة مركبة هاجم بلدة غوزبيدا الشرقية السبت وخاض معارك ضارية مع قوات الحكومة قبل أن يتراجع الى الحدود السودانية على بعد 70 كيلومتراً. وتتبادل تشاد والسودان الاتهامات بدعم المتمردين الذين هاجموا عاصمتي البلدين هذا العام. وأكد وزير الإعلام التشادي محمد حسين للصحافيين في نجامينا أن المتمردين"مرّوا"بأم دام. وقال:"كما حدث في غوزبيدا مر المرتزقة في أم دام حيث لم يكن هناك إلا حفنة من رجال الأمن". وأضاف"أن استراتيجية المرتزقة هي سحب الجيش خارج مواقعه ولكن الجيش لن ينجر الى خطتهم". وقالت الأممالمتحدة لموظفيها إن عليهم حزم أمتعتهم كإجراء احترازي. وقالت الأممالمتحدة في مذكرة لموظفيها"إن رتلاً من المركبات شوهد عصر اليوم الأحد على بعد 700 كيلومتر من نجامينا.. كل مهمات الأممالمتحدة في تشاد ملغاة حتى إشعار آخر". وقال عبدالرحمن كلام الله الناطق باسم"الاتحاد من أجل التغيير الديموقراطي"، وهو جزء من التحالف الوطني، ل"رويترز"هاتفياً من فرنسا إن قوات المتمردين تتحرك في اتجاه العاصمة. وأضاف:"ربما نصادفهم في الساعات أو الأيام المقبلة". لكن ديفيد بوتشبايندر الباحث في منظمة"هيومان رايتس ووتش"قال ل"رويترز"في غوزبيدا إن من غير المرجح أن يتكرر الزحف على نجامينا على غرار الزحف الذي نفذه المتمردون في شباط فبراير. وأضاف:"لقد بدأ موسم المطر بالفعل... لذا فإنهم يجازفون مجازفة كبيرة ببقائهم في البلاد لأن الامطار تسد كل طرق الانسحاب إلى السودان". وتابع:"يبدو أن الأمر سيصير كراً وفراً في الشرق على مدى الأسبوع المقبل أو نحو ذلك من أجل اظهار جديتهم. إن الاجماع العام هو أن الهجوم على نجامينا غير مرجح بسبب موسم الأمطار.. من أم دام يمكنهم الذهاب الى أبشي غرب نجامينا أو يعودوا الى غوزبيدا". وقالت مصادر في الجيش إن تعزيزات حكومية مجهزة بأسلحة ثقيلة بدأت مغادرة نجامينا في اتجاه الشرق. وتسابقت سيارات النقل الصغيرة التابعة للجيش التشادي معبأة بالاسلحة الثقيلة أو القاذفات الصاروخية حول غوزبيدا، وبدا أنها تعزيزات للمواقع الدفاعية على الطريق الشمالية الشرقية المؤدية للسودان. وجابت دوريات ايرلندية تابعة للاتحاد الأوروبي مخيمات اللاجئين الخاضعة لحماية البعثة الاوروبية في شرق تشاد وفي محيط غوزبيدا.