أفاد مصدر عسكري فرنسي أن الجيش التشادي نفذ "على ما يبدو عملية وقائية" أمس الجمعة في منطقة شرق البلاد يتجمع فيها عادة المتمردون التشاديون، وذلك في خضم تصاعد التوتر بين تشاد والسودان. وأعلن مصدر عسكري أوروبي في بروكسيل أن قائد"يوفور"، القوة الاوروبية المكلفة ضمان الأمن في تشاد وشمال شرقي افريقيا الوسطى، تحدث عن تجدد نشاط المتمردين التشاديين في شرق البلاد. وأوضح المصدر الفرنسي أن"ثلاث مروحيات تابعة للجيش التشادي أقلعت في الساعة 05.30و05.45 من أبشي"شرق تشاد وأن إحداها أطلقت قذائف قبل العودة الى مكان اقلاعها. وكانت المروحيات الثلاث - وهي مروحية نقل من طراز"ام.اي - 171"واثنتان هجوميتان من طراز"ام.اي - 35"- مجهزة بصواريخ مختلفة، يبدو أنها تدخلت في منطقة تقع قرب الحدود مع السودان. واكد المصدر أن العسكريين الفرنسيين ليست لديهم"معلومات حول تحرك متمردين تشاديين". وتنشر باريس 1250 عسكرياً في تشاد في إطار عملية"ليبرفييه"يشمل نطاقها أبشي، في حين يشارك 1200 آخرون في قوة"يوفور"التي تتخذ من أبشي أيضاً مقرها العام العملاني. وبدأت"يوفور"في منتصف آذار مارس مهمة تدوم سنة كلّفتها بها الأممالمتحدة وتتمثل في ضمان الأمن في شرق تشاد وشمال شرقي أفريقيا الوسطى لتسهيل عمل المنظمات الانسانية وحماية لاجئي دارفور ونازحي تشادوافريقيا الوسطى الذين يناهز عددهم 450 الفاً في المجموع. وينتشر 2500 جندي هناك من أصل 3700. وأفاد مصدر عسكري أوروبي آخر أن قائد"يوفور"الجنرال الايرلندي باتريك ناش تحدث صباح الجمعة خلال اجتماع في بروكسيل عن"حادث ساهم فيه المتمردون هذا الصباح في شرق تشاد من دون تحديد ما اذا كانوا قادمين من السودان". ويتبادل السودان وتشاد بانتظام التهم بدعم حركات تمرد البلد الآخر. وقرر السودان الأحد قطع علاقاته الديبلوماسية مع تشاد غداة هجوم شنته"حركة العدل والمساواة"لمتمردي دارفور قرب الخرطوم. ونفت نجامينا"أي علاقة"لها بذلك الهجوم، نافية بذلك اتهامات الحكومة السودانية. وشن متمردون تشاديون انطلقوا من قواعد خلفية في دارفور غرب السودان، مطلع شباط فبراير هجوماً وصلوا فيه حتى نجامينا وكادوا أن يطيحوا نظام الرئيس التشادي إدريس ديبي، قبل التصدي لهم وردهم. ونفى السودان أي تورط في ذلك الهجوم. ونجا نظام الرئيس ديبي وقتذاك بفضل استخدام الدبابات والمروحيات وكذلك بفضل الدعم اللوجستي من القوات الفرنسية التي ضمنت أيضاً أمن مطار نجامينا مما سمح باستخدام المروحيات. وأكدت مصادر عسكرية اوروبية ان"الجيش التشادي تعزز كثيرا خلال الاشهر القليلة الماضية قرب الحدود من حيث لوحظ تسلل"المتمردين. وافادت أن"التشاديين يتوقعون هجوماً محتملاً من المتمردين قبل موسم الأمطار وهذه المرة يريدون تفادي وصولهم الى نجامينا". وشدد مصدر آخر على حياد"يوفور"، مؤكداً:"لن نتدخل إلا اذا هاجم المتمردون المدنيين". وفي جنيف، قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الجمعة إنها خفضت انشطتها وتحركات العاملين بها في شرق تشاد بسبب العنف المتزايد. وقالت إن تشاديين مسلحين قتلوا اثنين من أفراد الأمن الذين يحرسون مخيم طولوم التابع لها والذي يؤوي 23500 لاجئ سوداني من دارفور يوم الاربعاء. وأصيب حارسان آخران بجروح بالغة في الهجوم الذي وقع بعد يوم من خطف عربات تابعة لوكالات اغاثة. وقالت جينيفر باجونيس الناطقة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان صحافي:"كإجراء وقائي سنقوم بالمهمات الأساسية فقط مثل متابعة حالات الحماية وتوزيع الأغذية والمياه والرعاية الصحية". وتخشى المفوضية من أن يؤدي هجوم المتمردين على العاصمة السودانية قبل اسبوع والذي قتل فيه أكثر من 200 شخص،"الى زعزعة الموقف الأمني بدرجة أكبر"في شرق تشاد. وألقى السودان باللوم على تشاد في الهجوم وقطع العلاقات الديبلوماسية. وقالت باجونيس إن طائرة انتونوف من النوع الذي تستخدمه عادة الحكومة السودانية حلّقت يوم الأحد الماضي فوق مخيم أور كاسوني للاجئين. ويبعد المخيم ستة كيلومترات فقط من الحدود ويؤوي 28 الف لاجئ سوداني. وقالت:"كان أمراً مثيراً للذعر بالنسبة إلى اللاجئين". وما زال نحو ثمانية آلاف من بين 13500 لاجئ سوداني فروا من العمليات العسكرية للجيش السوداني وميليشيا الجنجاويد المتحالفة معه في دارفور في شهري شباط فبراير وآذار مارس يقيمون في العراء في بيراك، وهي بلدة صغيرة على الحدود التشادية. وتعيّن إرجاء نقلهم الى مخيم ميل منذ اسبوعين بسبب الموقف الامني الهش.