اكد الجيش التشادي مساء الاحد انه "اخرج" من نجامينا المتمردين الذين كانوا يهاجمون العاصمة، واحبط هجوما شنوه في منتصف النهار على ادري في شرق تشاد على الحدود السودانية. وقال الجنرال محمد علي عبدالله في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه، ان "قوى الامن والدفاع هزمت مساء المرتزقة الذين يعملون لحساب (قيادات سودانية) - بحسب ما جاء في البيان. واضاف ان "النظام السوداني وجه ثلاثة ارتال إلى نجامينا، وفي اليوم نفسه (الاحد) هاجم رتل آخر متمرد تدعمه مروحيات سودانية حامية ادري لكنه فشل". واكد الجنرال محمد علي عبدالله "للمرة الالف، اكرر ان المرتزقة قد دحروا"، موضحا ان عمليات "التمشيط مستمرة" في ضواحي نجامينا. وكان المتمردون الذين تقدموا حتى ضواحي القصر الرئاسي في نجامينا السبت، انسحبوا في المساء. وكرروا هذا السيناريو الاحد، وقاموا بعمليات ضد الجيش المتحصن حول القصر الرئاسي، ثم انكفأوا. وكان مسؤول متمرد اعترف في وقت سابق بان قواته "انسحبت" مساء الاحد نحو المدخل الشرقي للعاصمة، لتمكين المدنيين فقط، كما قال، من مغادرة وسط المدينة، قبل البدء بهجوم جديد. وقال مصدر عسكري في نجامينا، ان "المتمردين قد ابعدوا إلى خارج المدينة" وباتوا "بعيدين عن المدخل الشرقي". واعتبر المصدر ان "هذا لا يعني ان معارك لن تندلع مجدداً، وسنرى هل احتفظوا بقدرتهم على الهجوم". ولم يستبعد استمرار وجود "عناصر نائمة" للتمرد في المدينة. ويتهم تشاد السودان بالتحريض على هذا الهجوم المتمرد الجديد الذي يعتبر الاعنف في السنوات الاخيرة. وفي نيويورك، بدأ مجلس الامن اجتماعا طارئا لمناقشة الوضع في تشاد. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون الذي "يشعر بقلق عميق جراء الوضع الخطر في تشاد"، المتحاربين إلى وقف لاطلاق النار وبدء حوار. واضاف بيان ان الامين العام "يدعو جميع الاطراف إلى الوقف الفوري للاعمال العسكرية وفتح حوار للحؤول دون استمرار اهراق الدماء". ودعا ايضا "كل دول المنطقة إلى احترام حرمة الحدود ومنع اي توغل (في بلد مجاور) انطلاقا من اراضيها". في هذا الوقت، اتهمت السلطات التشادية السودان بتنظيم هجوم المتمردين على نجامينا وقالت انها على استعداد لملاحقة المهاجمين حتى داخل السودان، كما جاء في تصريحات لوزير الخارجية التشادي احمد علامي مساء الاحد لاذاعة فرنسا الدولية. وقال علامي في مقابلة اجرتها معه اذاعة فرنسا الدولية في اديس ابابا ان "معركة نجامينا قد انتهت". ووجه الوزير التشادي انتقادات حادة إلى السودان متهما اياه بأنه يريد اقامة سلطة موالية له في نجامينا. وذكر ان "السودان ارغم المهاجمين على اجتياز اكثر من 700كلم لتدمير عاصمتنا" - بحسب قوله. من جهة اخرى هبطت طائرة عسكرية فرنسية تنقل 202من الرعايا الاجانب الذين اجليوا من تشاد، مساء الاحد في مطار رواسي شارل ديغول الباريسي آتية من ليبرفيل. وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان وزيري الخارجية برنار كوشنير والدفاع هرفيه مورين كانا في المطار لاستقبالهم. وكان 130فرنسيا من بين هؤلاء الاشخاص الذين نقلتهم طائرة ارباص عسكرية من نوع أ 310.وقال كوشنير في تصريح صحافي بعدما استقبل العائدين الذين "ما زال الخوف باديا على وجوههم"، "قدمنا لهم ملابس وبطاقات للقطارات". واضاف ان طائرة ثانية تتسع لما بين " 400و 500مقعد" ستصل إلى باريس، "وستأتي طائرة ثالثة اذا كان ذلك ضروريا". واوضح كوشنير ان "مراكز الاستقبال في نجامينا فارغة الآن". وكرر كوشنير التأكيد ان "فرنسا تقف إلى جانب السلطة الشرعية"، موضحا ان "ادريس ديبي رئيس منتخب، وقد انتخب حتى مرتين. ولا تريد فرنسا التدخل بين طرفين تشاديين". وردا على سؤال عن مهمة الجنود الفرنسيين في تشاد، اجاب ان "مهمات فرنسا واضحة جدا. فبناء على دعوة من ديبي، سنأخذ الجرحى على عاتقنا" هذا وقد روى الرعايا الفرنسيون والاجانب الآخرون الذين تم اجلاؤهم من تشاد عن الخوف الذي عاشوه خلال المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين التي تدور منذ السبت في نجامينا. وقال فابيان لابوج ( 28عاما) الذي كان يقوم بمهمة تعليمية في تشاد "لا يمكن الا نشعر بالخوف. تجمعنا في المدرسة الفرنسية وكنا نسمع قذائف الهاون وقصف المدفعيات الرشاشة. اعتقد اننا كنا قريبون جدا من القصر الرئاسي". وتحدث رجل آخر عن قذيفة انفجرت على بعد عشرين مترا عنه. وبين الذين تم نقلهم اسر من ايطاليا وكندي وتشادية ورجل من اصل آسيوي. وقالت الخارجية الفرنسية ان الرعايا الذين تم اجلاؤهم ينتمون إلى 27جنسية. واكدت فاليري كلاين التي تعيش منذ سنتين في تشاد ان السلطات الفرنسية لم تترك لها خيار البقاء لان الوضع "بالغ الخطورة". واضافت "لقد تولى الجيش حمايتنا. تم تجميعنا قبل اندلاع المعارك لك شهدنا مع ذلك قتال شوارع ودبابات وسمعنا دوي انفجارات".