على رغم ان الجمهور اللبناني عرفها ممثلة في عدد من المسلسلات، الا ان الوقوف خلف الكاميرا له طعم آخر عند رندلى قديح التي تستعد لإخراج مسلسل"الحب الممنوع"من إنتاج"مروى غروب"وبطولة بيتر سمعان وريتا برصونا في تجربتها الكتابية الأولى، وتوّسع مشاريع شركتها الإنتاجية upside down production، التي افتتحت فرعاً جديداً لها في برشلونة في إسبانيا بالتعاون مع شركة إسبانية. درست العلوم السينمائية في جامعة القديس يوسف، ثم انطلقت في عالم الإخراج والتمثيل على حد سواء. أوّل دور تمثيليّ لعبته كان في الفيلم السينمائي"بيروت الغربية"للمخرج زياد الدويري من خلال دور صغير وصامت، هو دور زوجة الخال بديع، الجذّابة التي يتلصص عليها الفتيان. بعدها لعبت دور البطولة إلى جانب طوني خليفة في حلقة من مسلسل"طالبين القرب"لمروان نجّار، إلى أن وصلت لتلعب دور البطولة في مسلسلٍ من ثلاثين حلقة هو"حكاية أمل"الذي أخرجه أنطوان ريمي."حقق هذا المسلسل شهرة"، تقول قديح،"وعرفني الناس في دور أمل الى درجة صاروا ينادونني بهذا الاسم". بعد ذلك لعبت دور صحافية في مسلسل"رجل من الماضي"الذي أخرجه إيلي معلوف، قبل أن تنتقل إلى مسلسل جديد بعنوان"كبرياء وندم"لتلعب فيه دور فتاةٍ جامعية تعاني من صراع الطبقات فتحتار في اختيار شريك حياتها وتضيع بين الفقير والغني. أما آخر دور لعبته فكان في مسلسل"الليلة الأخيرة"الذي أخرجه سمير حبشي، وفيه كسرت تلك الصورة التي اعتاد المشاهدون رؤيتها فيها، صورة الفتاة البريئة والطيّبة التي تسعى الى تحقيق الخير والعدل، فأدّت دور"سلمى"الفتاة الغنيّة المتكبّرة والشريرة التي تحاول إلحاق الأذى بحبيبة أخيها الفقيرة والبريئة. وعن هذا الانعطاف الفني تقول رندلى:"أحّبني الناس في هذا الدور على رغم أنّه دور شرير لأنّهم قدّروا صعوبته وأدركوا أنّني قمتُ بجهد كبير لتأديته". اليوم تبحث قديح عن دورٍ تمثيلي يضيف إلى مسيرتها شيئاً وإلاّ فإنّها لن تلعب أيّ دور لمجرّد التمثيل على رغم أنّها تشعر أحياناً بالحاجة إلى الوقوف امام الكاميرا..."إنّه هروب من الحياة"تقول،"فالأمر الذي لا يمكنني تنفيذه في الحياة أقوم به أمام الكاميرا، فإذا أردتُ أن أقتل أحداً في الواقع مثلاً أنفّذ ذلك في فيلمٍ أو مسلسل". فهل ترغب فعلاً بقتلٍ أحدهم؟ تجيب قديح بابتسامة تخفي طعناتٍ تعرّضت لها:"بالطبع أريد ذلك بسبب كثرة الناس الطيّبين!"، وتتابع:"في مجال عملنا يكثر الذين يحاولون أذيتك وتحطيمك، فإمّا أن تعتاد الأمر أو تهرب منهم، أو أن تقتلهم في أحد الأفلام أو المسلسلات". أما على الصعيد الإخراجي فقدّمت رندلى قديح عدداً من الفيديو كليب والمسلسلات، وأوّل مسلسل قمت بإخراجه كان مسلسل"فاميليا"، بعدها أخرجت الفيلم السينمائي"بنات عمّاتي وبنتي وبنتي وأنا"قبل أن تقوم بإخراج مسلسل"زهرة الخريف"من كتابة شكري أنيس فاخوري، ومسلسل"دموع الندم"من كتابة فراس جبران. وهكذا أخرجت قديح مسلسلات كوميدية وكذلك تلك الدرامية، وتعتبر أنّ المخرج يجب أن يكون قادراً على تقديم كلّ الأنواع، وتقول:"أنا أحبّ النوع الدرامي بمقدار ما أحبّ النوع الكوميدي، والأساس عندي هو النص". وترى أنّ لكلّ نوعٍ صعوبته، فالكوميديا تحتاج لإدارة ممثّل صعبة وتشترط أن يتفاعل معها الممثل في شكلٍ دقيق كي لا يأتي الأداء سخيفاً، وكذلك الدراما تحتاج إلى العمل المتقن على إحساس الممثل وتفاعله أمام الكاميرا. وتجيب قديح عن مدى السهولة التي يؤمّنها لها إتقانها للتمثيل في إدارة الممثلين حين تكون في الموقع الإخراجي:"حين يعرف الممثلون وكذلك المغنون أنّني أنا المخرجة يعبّرون عن ارتياحهم لمعرفتهم أنّني أجيد التمثيل، بالتالي سأحسن إعطاء التوجيهات لهم. إنّ الحاجة الكبرى لإدارة الممثل تتجلّى في الفيديو كليب حيث يكون على الفنّان أن يعبّر عن كلّ شيء من خلال وجهه وحركاته إذ لا كلام سوى كلمات الأغنية، وهنا أحاول أن أقوم بكلّ شيء ممكن لنصل إلى النتيجة التي نريد حتّى لو اضطررتُ لفعل أو قول بعض الملاحظات القاسية، ولكنها طبعاً لمصلحة العمل". وبعدما أعلنت رندلى قديح منذ فترة أنّها ستغنّي لأنّها تحب الغناء لا لأنّها تفكّر في امتهانه، كان لا بد من سؤالها لمَ لم نسمع صوتها في الغناء بعد وأين تلك الأغنية، فتجيب مازحة:"إنّ الأغنية جاهزة وهي موجودة عندي في البيت!"ثمّ تضيف إنّ تلك الأغنية الفرنسية - العربية التي كتبت كلماتها الفرنسية بنفسها في حين كتب الكلمات العربية طوني أسمر قد لحّنها آلان صوايا وقام بتوزيعها وسام غزّاوي وسُجِّلت في استوديو روجيه أبي عقل وقام بعملية الميكساج هادي شرارة."هذه الأغنية أوريجينال وقد تأخّرت قليلاً في تقديمها بسبب الأوضاع التي مرّ بها لبنان وبسبب سفري الدائم، ولكن من المفترض أن تصدر في الأسابيع القليلة المقبلة". ومن بين الأعمال التي تحضرّها قديح حاليّاً هناك فيديو كليب للفنّانين غدي وفيني اللذين سيقدمان معاً ديو حيث سيغنّي الأول وسيلقي الثاني الشعر، إضافة الى فيديو كليب آخر للفنّان عماد حاوي"الذي يعود بأغاني جميلة جدّاً"، وكذلك ستصوّر أغنية للفنان صبحي توفيق، كما للفنّان علاء زلزلي"الذي سيعود بقوّة بأغنية تشبه أسلوبه وهي أغنية دبكة مودرن تختلط فيها موسيقى التكنو مع موسيقى الدبكة"، وأيضاً فيديو كليب للفنان رامي وهو أحد الذين اشتركوا ببرنامج"إكس فاكتور"، وللفنان خلدون سودان. سينمائياً، كتبت قديح فيلماً وعرضته على شركة إسبانية فرضت عليها أن تضيف إليه شخصية إسبانية كي تشارك في إنتاجه، وهي الآن تقوم بكلّ ما يلزم لتجهيز كلّ تفاصيله قبل أن تنصرف إلى العمل عليه تاركة لفترة إخراج الفيديو كليب والمسلسلات.