رندلى قديح بطلة مسلسل "حكاية أمل"، ممثلة اثبتت وجودها على الساحة الفنية في بداية مسيرتها. وعلى رغم قلة الاعمال التي اشتركت بها، اوكل اليها دور البطولة في احد اهم المسلسلات اللبنانية المحلية التي تعرض حالياً بشهادة الكثيرين. تعتبر نفسها مخرجة اولاً وأخيراً وتعمل حالياً على ان تُؤسس شركة انتاج خاصة بها. طموحها كبير وترى ان ما من امر مستحيل اذا كان المرء صادقاً مع ذاته. في هذا اللقاء مع "الحياة" تتحدث رندلى قديح عن تجربتها في التمثيل: كيف حصلت على دور البطولة في "حكاية أمل" على رغم خبرتك الخجولة في التمثيل؟ - بين المزح والجد، فأنا لم افكر ابداً في التمثيل في مسلسل طويل على شاشة التلفزيون. واطلالاتي على الشاشة لم تكن كثيرة، اذ لم ألعب سوى دور صغير في فيلم "بيروت الغربية" كما كانت لي اطلالة في مسلسل "طالبين القرب". وحين عرض عليّ المخرج انطوان ريمي - الذي هو استاذي في الجامعة - التمثيل معه في المسلسل بعدما اعجبه ادائي، فرحت كثيراً وقررت ان أكون على قدر الثقة التي منحت لي. ماذا عن دورك في "حكاية أمل"؟ - اجسد في المسلسل شخصية "أمل" ابنة الضيعة اللبنانية المتعلقة بأرضها وحبها لزوجها وعائلتها. ف"أمل" فتاة جميلة، هادئة، مثقفة وقوية، تبقى صامدة على رغم كل الصعاب التي تمرّ فيها. أعيش معاناتها من سن العشرين الى الخمسين من عمرها. صعوبات ما هي الصعوبات التي واجهتك في الدور؟ - الصعوبات تتجلى في كوني اعيش حياة "أمل" بمراحلها كافة، منذ شبابها حتى شيخوختها وهذا امر صعب. لكنني تمكنت من تخطي ذلك مع الوقت بسبب حسّ المراقبة لديّ، اذ رحت اراقب العجزة في تصرفاتهم وأقلدهم، فعشت الشخصية الى النهاية. وعندما تقدمت بالسنّ في المسلسل، لعبت دور المرأة الخمسينية في حين انني في الواقع اصغر سناً ممن لعبوا دور اولادي. في البداية اخذت الامور في شكل مزاح، لكن ما إن وضعوا لي الماكياج، دخلت الجو. الى اي مدى تشبه "أمل" رندلى في الحقيقة؟ - هناك شبه كبير بيني وبين "أمل". والواقع انني درست شخصيتها جيداً وعرفت كيف تفكر، من هي، ماذا تريد، وما هي القضية التي تريد ايصالها، وحاولت قدر المستطاع عيش جزء من شخصيتي فيها ولذلك لا يشعر المرء انني امثل بل اعيش الدور. وهي تشبهني في الكثير من الامور اذ انها ناعمة وقوية و"أخت الرجال" كما يقولون، وأنا كذلك. من جهة اخرى، تعلقها بالأرض امر مشترك بيننا. فأنا مثلها متعلقة جداً بلبنان. وربما يعود السبب الى كوني نشأت بعيدة من الوطن ولم اكن آتي الا في الاجازات. ولم استقر في لبنان الا منذ سبع سنوات. هل من جديد على الصعيد المهني؟ - أقوم حالياً باخراج "الفيديو كليب" والدعايات، فأنا مخرجة اساساً وأنهيت اخيراً اخراج "فيديو كليب" لعلاء زلزلي وآخر لكريم الشاعر. اما على صعيد التمثيل فهناك حديث عن اشتراكي في مسلسل لأنطوان ريمي يدعى "القافلة" اجسد فيه دور القديسة "مارينا قنوبين" ولكن ليس من امر مؤكد في هذا الخصوص. هل تعتبرين نفسك ممثلة اولاً وأخيراً؟ - كلا. على رغم كوني احب التمثيل فأنا مخرجة قبل اي شيء آخر، وأريد ان اثبت نفسي اكثر في هذا المجال. التمثيل خطوة مهمة ليتعرف الناس الى شكلي بعدما سمعوا باسمي وهو تحد كبير بيني وبين نفسي لأبرهن ذاتي. من جهة اخرى، لا يمكنك الاعتماد على التمثيل فحسب في لبنان، اذ لا توجد الخيارات الجيدة في شكل دائم. هل افادك عملك في الاخراج في مجال التمثيل؟ - بالطبع افادني ذلك كثيراً، فكوني مخرجة يجعلني اعرف كيف اتحرك امام الكاميرا وهذا امر يزيدني خبرة ومعرفة. كذلك ساعدني التمثيل كثيراً كونه نمّى شخصيتي في الاخراج وساعدني على معرفة كيفية ادارة الممثلين. ما هي الادوار التي تحبين القيام بها وهل ستجسدين يوماً دور المرأة الشريرة؟ - أحب ان اقوم بكل الادوار وخصوصاً الادوار الجريئة التي تتطلب مشقة. فكما نرى في "حكاية أمل" اقوم بلعب شخصيات عدة من خلال "أمل" وأديت دوري بكل حماسة. ولكن اعتقد انه لا يزال مبكراً التطرق الى دور المرأة الشريرة وذلك كي اثبت نفسي اكثر ويحبني الناس. عرفنا انك تملكين صوتاً جميلاً، فهل ستنتقلين الى الغناء يوماً؟ - بالفعل صوتي جميل، لكن لن اقوم بهذه المحاولة، فأنا احب عملي كمخرجة وممثلة وقريباً ستكون لديّ شركة انتاج لكن من الممكن ان اغني في احد المسلسلات اذا تطلب الدور ذلك. ماذا عن تقويمك ل"حكاية أمل"؟ - انا سعيدة جداً بهذا العمل، ولم اكن اتوقع ان يكون بهذا المستوى، الى درجة انني بكيت عندما شاهدت نفسي في احد المشاهد فنسيت انني "أمل" وتأثرت بتعابير وجهها. "حكاية أمل"، مكافأة بالنسبة اليّ وأنا راضية تماماً عن دوري. لنتكلم عن رندلى الانسان: شخصيتها، احلامها؟ - انا بطبعي فتاة صادقة، احب الاصدقاء والمزاح. في الوقت نفسه لدي عالمي الخاص، اكره الكذب والحقد. اما على الصعيد الشخصي فأحلم ان اكوّن عائلة يوماً ما.