مع انتشار ظاهرة "الفيديو كليب" في السنوات الأخيرة، برزت أسماء الكثير من المخرجين. ولكن اللافت في الموضوع هو تألق عدد من المخرجات اللبنانيات في هذا الإطار، وتوجه عدد كبير من الفتيات الى معاهد الفنون بعد زوال الكثير من الحواجز التي كانت تعترض عمل الفتيات في هذه المجالات. ومع تكاثر الكليبات التي تعرضها الشاشات الأرضية والفضائية نلاحظ اندفاعاً واسعاً من المخرجات الشابات اللواتي أثبتن جدارة في التصوير السينمائي في شكل خاص، من ميرنا خياط الى رندلى قديح الى سيرين ضو شقيقة المخرج رواد ضو الى نادين لبكي وغيرهن. ضد الأخطاء تقول المخرجة رندلى قديح التي اقتحمت عالم التمثيل أيضاً، وهي تمثّل حالياً دور الصحافية لمى في مسلسل "رجل من الماضي" الذي يعرض حالياً على شاشة الLBC، انها لا تحتمل الأخطاء في أي عمل تقوم به، أكان ذلك في التمثيل أو في الاخراج، وتقول: "كل عمل أقوم به أكون صادقة فيه الى أبعد الحدود، فحينما أنطلق الى تصوير كليب ما أنسى كل ما يدور في العالم الخارجي وأركز فقط على مسألة التصوير وعلى ابراز الفنان وتنفيذ الفكرة أو الموضوع، وكذلك الأمر بالنسبة الى التمثيل، إذ أحاول أن ألبس الدور كما هو من دون أي تصنُّع". وعن الصعوبات التي تواجهها كونها امرأة، خصوصاً في عالم الإخراج تقول: "لا أجد أي صعوبة، بل على العكس من ذلك لأن كل فريق العمل يساعدني ويقدّر عملي، إضافة الى ان عائلتي تشجعني باستمرار، وحينما تكون كل هذه الأمور من حولي جيدة أنجح في أي عمل أقوم به". وعن دورها في "رجل من الماضي" تقول: "لأنني أحببت الدور كثيراً تحمّست لأن أكون صحافية في الحقيقة لأنني أحب الناس وأحب أن أستمع الى مشكلاتهم، ودوري في المسلسل قريب جداً من دوري في حياتي العادية لأنني أُجسد دور الفتاة الجميلة داخلياً، والمحبوبة من الجميع لأنها تُحسن التصرف دائماً". وستشارك قديح في تمثيل مسلسل جديد آخر بعنوان "ندم وكبرياء" يشاركها فيه كل من يورغو شلهوب، كارمن لبّس، انطوان كرباج، يوسف حداد وعدد كبير من الوجوه المعروفة. اعادة نظر أما المخرجة ميرنا خياط، فقد أثبتت هي أيضاً نفسها على الساحة الفنية، الى درجة انها جعلت بعض الفنانين الكبار أمثال جورج وسوف يعيدون النظر في تصوير فيديو كليب، وهذا يدلّ في شكل كبير على مدى النجاح الذي حققته في كل الأعمال التي نفذتها حتى الآن. كما ان ميرنا تحب التمثيل أيضاً، وكانت لها تجارب في هذا المجال، خصوصاً في الفيلم الوطني الذي أخرجه زوجها طوني أبو الياس والذي تحدث عن مرحلة الاستقلال عام 1943، واقتصر دورها هي أيضاً على دور الصحافية التي تكتب ضد الانتداب الفرنسي ما دفعه الى خطفها. وتقول المخرجة ميرنا خياط انها لن ترفض أي عمل يعرض عليها تشعر من خلاله انها ستقدم شيئاً جميلاً ومفيداً في آنٍ معاً، معتبرةً أن التمثيل والاخراج يدوران في حلقة واحدة هي الكاميرا، التي من خلالها تصل كل الرسائل الحلوة الى الناس...