بين التمثيل والإخراج تعيش الفنانة رندلى قديح في سباق دائم مع الزمن. فقبل أن تنهي تنفيذ فيديو كليب، تنتقل الى الدراما كممثلة حيناً وكمخرجة أحياناً. وفي"عجقة"انشغالاتها، تفكر جدياً بخوض تجربة الغناء بالفرنسية ولو لمرة واحدة. وإذا كانت كمخرجة فيديو كليب، نفّذت أربعة فيديو كليبات في الأسابيع الأخيرة، 2 منها مع الفنانة نجلا، وكليب مع الفنان غدي وكليب مع الفنانة روزي، وفق رؤية درامية لكل منها، وتتحضر لإخراج"فيديو كليب شعري"مع الإذاعي فيني الرومي خلال أيام، فهي أنهت قبل ذلك تصوير ومونتاج حلقات الدراما المحلية"دموع الندم"في عشر ساعات تلفزيونية كتبها فراس جبران صاحب التجارب الدرامية الإذاعية، وأنتجتها شركة فونيكس بيكتشر انترناشونال مع كريستين شويري ومجدي مشموشي. كما أنهت تنفيذ"زهرة الخريف"من سلسلة"حكايات"للكاتب شكري أنيس فاخوري مع كارمن لبّس وباسم مغنية. أما كممثلة، فقد صوّرت رندلى قبل رمضان، مشاهدها الأخيرة في الدراما الاجتماعية"الليلة الأخيرة"من سلسلة"زمن"للكاتبة كلوديا مارشيليان تحت إدارة المخرج سمير حبشي من انتاج شركة رؤى. بين الدراما والكليب وتؤكد قديح لپ"الحياة"انها لا تجد أي صعوبة في التنقل بين الإخراج والتمثيل ثم إخراج الفيديو كليب"لأنني مخرجة وممثلة دراما في الدرجة الأولى، وأنفّذ الفيديو كليب برؤية درامية. والأغنيات التي صورتها أخيراً، تحمل كل منها قصة وحبكة درامية قصيرة مدروسة وغريبة". وتعتقد بأن الفنانين يختارونها مخرجة لفيديو كليباتهم،"لأن الجميع يرغب بإظهار طاقاته التمثيلية، وألاحظ أن كل الناس تعشق التمثيل". لا تفكر أن تتخلى مستقبلاً عن أي من أعمالها، إلا أنها لا تخفي شغفها بالعمل الدرامي،"لكنه يحتاج الى وقت ومجهود مضاعف، ولا يحقق الأرباح التي تدرها الأغنيات المصورة". وتتحدث قديح عن الإطار العام لمسلسلها"دموع الندم"الذي يتناول"حكاية فتاة عشرينية من الطبقة الأرستقراطية، تغرم بشاب فقير يعمل ميكانيكياً. ولأن عائلتها لا ترضى بزواجهما، يقرر الحبيبان وضع الجميع أمام الأمر الواقع، عبر إنشاء علاقة غير شرعية بينهما، تكون ثمرتها فتاة. غير ان الظروف لن تسير كما يخططان، فيورّط الشاب في قضية قتل ظلماً ويسجن، وتختطف المولودة فور ولادتها، لتحرم الفتاة من حبيبها وابنتها التي ستعيش في أحضان عائلة أخرى، لم ترزق بأولاد"، لافتة الى"خطوط درامية أخرى تسير الى جانب الخط الرئيس منها إجبار عائلة الفتاة على الزواج من رجل لا تحبه، يتبين في وقت لاحق أنه متورط بعلاقات نسائية وبقضايا غير مشروعة". ثم تشير الى مسلسل"زهرة الخريف"الذي"يضيء على قصة حب غريبة، تجمع بين امرأة أربعينية تشغل منصباً مهماً في أحد المصارف، وبين شاب عشريني طموح، يشق طريقه في الحياة، ويطرح العمل سؤالاً كيف سيواجه الحبيبان المجتمع بحبهما وكيف ستكون نظرة المجتمع أصلاً لمثل هذه العلاقة، في ظل رفض الأهل"، معتبرة أننا"أبقينا النهاية مفتوحة لأن من الممكن ان تستكمل القصة في جزء ثان". أما كيف تتعامل رندلى مع الوجوه الجديدة التي صادفتها في شكل واسع في الجزء الثاني من"فاميليا"، فتعترف بأنها وجدت صعوبة في إدارتهم،"فالبروفات مسألة مهمة، لكي يعتاد كل ممثل جديد على الكاميرا وعلى تفاصيل العمل في شكل عام، وهذا يحتاج الى وقت طويل، لم نكن نملكه"، بينما في"زهرة الخريف"فالأمر كان مختلفاً، إذ لم يشارك في المسلسل سوى وجهين جديدين، وكان لدينا الوقت الكافي للقراءات والتمرينات". وماذا عن استبعادها عن إخراج الجزء الثالث من الكوميديا الاجتماعية"فاميليا"الذي كانت مخرجة الجزء الثاني منها؟ تؤكد أنها انتظرت اتصالاً من الشركة المنتجة بهذا الشأن،"إلا أنني فوجئت بإسناد الإخراج الى زميل آخر"، نافية أن يكون للأمر علاقة بارتباطاتها العملية مع شركة منافسة". عشق التمثيل وفي ظل كثرة أعمالها الإخراجية، تبحث قديح دوماً عن وقت إضافي لنفسها كممثلة، وتؤكد على حرصها على القيام"ولو بدور واحد في العام"، مشيرة الى آخر أعمالها"الليلة الأخيرة"الى جانب ريتا برصونا ويورغو شلهوب،"حيث أجسد دور امرأة يتملكها الشر والحقد، بسبب علاقة شقيقها بخادمة تدخل البيت فتجد احتضان الجميع ومحبتهم، في وقت لا أحد يكترث لمشاكلها وهمومها"، لافتة الى أن"المسلسل يتناول مسألة الصراع بين الطبقات الاجتماعية في قصة تعود بالزمن الى خمسينات القرن الماضي". وبعد سنوات عدة في مجال الدراما، كيف تتذكر قديح عملها الأول؟ تقول:"كانت تجربة رائعة مع الكاتب مروان نجار في"طالبين القرب"ومع الإعلامي طوني خليفة، حيث جسدت دور الفتاة الجدية التي تغرم بزميلها في العمل، لكنه لا يعيرها اهتماماً بسبب علاقاته الكثيرة". أما عن أول أدوار البطولة المطلقة، فتشير الى"حكاية أمل"للمخرج أنطوان ريمي الذي أعيد عرضه خلال رمضان الفائت، لافتة الى المسؤولية والخوف من تجسيد شخصية تمر بمراحل عدة عمرية، تبدأ فتاة عشرينية وتنتهي بعمر الخمسين، مؤكدة انها استفادت كثيراً من هذا المسلسل،"ليس على مستوى العمل الدرامي فقط، بل في حياتي اليومية أيضاً". وعن جديدها في إطار التمثيل والإخراج اليوم، تشير الى أنها تدرس سيناريو مسلسل"ورود ممزقة"للكاتب طوني شمعون والمخرج إيلي معلوف،"حيث يعرض علي دور امرأة قوية، تجمع في شخصيتها بين دورين سبق لي تجسيدهما في"حكاية أمل"وپ"رجل من الماضي". أما إخراجياً، فتلفت الى جلسات عمل مستمرة مع الإعلامية نضال الأحمدية حول مسلسلها الذي وافقت"أل بي سي"على عرضه عبر شاشتها. وهل تفكرين بأن تجمعي موهبتك التمثيلية والإخراجية في عمل واحد؟ تجيب:"هذا هدفي قريباً، وسأقوم بذلك في فيلمي السينمائي الذي كتبته منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأنتظر تنفيذه قريباً". وتلفت الى أن"الفيلم يمثل قصة حياتي، أشرح فيه كيف عشت في الخارج منذ ولادتي، والظروف المرافقة لعودتي الى لبنان، كما أطرح فيه بعض المشاكل التي يعاني منها الشباب والصراعات الطائفية". وبعد التمثيل والإخراج، تصر رندلى قديح على خوض تجربة الغناء، وإذ تؤكد انها ليست"مشروع مغنيّة"، إلا انني أريد أن أغني بالفرنسية أغنية تحمل إيقاعات شرقية".