رفضت الحكومة اللبنانية دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى "مفاوضات ثنائية"، مؤكدة أن"المواضيع العالقة بين لبنان وإسرائيل غير خاضعة للتفاوض ومحكومة بقرارات دولية ملزمة لإسرائيل". وأصدر المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء اللبناني بياناً تعليقاً على ما قاله أولمرت أول من أمس من أنه يأمل بأن"يعلن لبنان استعداده للشروع في مفاوضات سلمية مباشرة مع إسرائيل بعد إعلان سورية إجراء مثل هذه المحادثات". وأكد البيان أن"الموقف اللبناني الثابت هو التزام مبادرة السلام العربية التي تدعو إلى السلام العادل والشامل والسير بعملية السلام على كل المسارات. أما في ما يتعلق بالمواضيع الثنائية العالقة بين لبنان وإسرائيل فهي محكومة بقرارات دولية ملزمة لإسرائيل، لا سيما القرارين 425 و1701، وهي غير خاضعة للتفاوض السياسي"، مشدداً على أن"لبنان يسعى لتنفيذ هذين القرارين بكاملهما، لا سيما في ما يختص بإنهاء احتلال إسرائيل لمزارع شبعا وعبر اعتماد الحل المنصوص عليه في النقاط السبع والداعي إلى انسحاب إسرائيل من هذه الأرض ووضعها تحت السلطة الموقتة للأمم المتحدة في انتظار ترسيم الحدود النهائي بين سورية ولبنان". وأضاف:"ليس لبنان معنياً ثنائياً بمبدأ الأرض مقابل السلام، وان انسحاب إسرائيل من الأراضي التي ما زالت تحتلها في لبنان هو لزام عليها، فضلاً عن احترام سيادة لبنان على أرضه ومياهه واستعادة أسراه وتسلم كامل خرائط الألغام والقنابل العنقودية، وفقاً للقرارات الدولية المشار إليها آنفاً، ليعود بعدها سريان اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل. أما بقية المسائل المتصلة بالحل الشامل والدائم وأهمها ما يختص بحقوق الشعب الفلسطيني لا سيما حق العودة، فهي شأن عربي يعني لبنان في المقام الأول وهو موضوع تفاوض بحسب مندرجات مبادرة السلام العربية". وكان"حزب الله"رفض"تلزيم مزارع شبعا لسيادة دولية بمرحلة انتقالية لأن ذلك لا يحقق استعادة السيادة الكاملة على الأرض اللبنانية". وقال رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النائب محمد رعد إن"الدخول في مرحلة انتقالية وتلزيم مزارع شبعا لسيادة القوات الدولية وما شاكل، لا يحقق هدف استعادة السيادة على أراضينا اللبنانية بالكامل"، مؤكداً"التزام المقاومة تحرير المزارع وما تبقى من أراض محتلة". وأضاف:"عندما يتوافر عمل ديبلوماسي لتحريرها مع كل الأراضي المحتلة نكون حققنا هدف التحرير الذي التزمناه". وسأل رئيس"هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا"محمد حمدان، تعليقاً على المعلومات عن حل ديبلوماسي لقضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والكلام المنسوب الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان حول وثائق جديدة تثبت لبنانية هذه الأراضي، عن"أي وثائق جديدة يتحدث رئيس الجمهورية لأن هناك وثائق كثيرة تقدمنا بها، منها ما هو جديد ومنها ما هو قديم؟". وقال:"هناك ما يكفي من الوثائق والأدلة على لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، واعترفت الأممالمتحدة من خلال تقاريرها المتتالية التي قدمها أمينها العام حول القرار 1701 خصوصاً في تقريره الثالث، بأن لبنان تقدم بالوثائق التي تثبت ملكيته مزارع شبعا وممارسته السيادة على هذه الأرض فترات طويلة من الزمن قبل احتلالها". وأضاف حمدان"إذا كان المقصود الانسحاب الكامل لإسرائيل وعودة هذه الأرض الى السيادة اللبنانية ووضعها في عهدة القوات الدولية"يونيفيل"كخطوة تمهد لدخول الجيش والقوى الأمنية اللبنانية وعودة أصحاب الحقوق والمؤسسات الرسمية إليها، فلا مانع لدينا، أما ما يطرحه بعض الأوساط عن تدويل المزارع ووضع علم الأممالمتحدة عليها ومنع الأهالي من دخولها، فهذا يبدو وكأنها لا تزال محتلة". على صعيد آخر، نفى المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء ما نشرته صحيفة"لو كنار انشنيه"الفرنسية. وقال في بيان:"نشرت صحيفة"لو كنار انشنيه"في عددها الصادر أمس أن رئيس مجلس الوزراء السنيورة قال للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى الاجتماع معه في بيروت: إن استقبال الرئيس السوري بشار الأسد سيكون عاراً ... الخ، يهم المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء أن يعلن أن هذا الكلام الذي نشرته الصحيفة الأسبوعية الفرنسية، لا أساس له وهو عار من الصحة جملة وتفصيلاً".