شدد المنتدى العربي - الصيني الذي استضافته المنامة على ضرورة تطوير العلاقة الاقتصادية بين الصين والدول العربية التي لا تلبي الطموحات. ودعا الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس وزراء البحرين أمام المنتدى، إلى"الاستفادة المتبادلة من الشراكة العربية - الصينية في ضوء ممارسة تجربة الاستثمار المشترك على أسس متينة ومتكافئة، تتيح تحقيق المشاريع، خصوصاً في مسائل نقل التكنولوجيا وتبادل المنافع المعلوماتية والمصرفية والرقمية، تحديداً في ضوء التقدم الصيني". واعتبر السفير السوري لدى بكين عميد السلك الديبلوماسي لديها محمد خير الوادي، أن التعاون العربي - الصيني في المجالين الاقتصادي والتجاري"حقق خطوات كبيرة". لكنه جدد انتقادات له واعتبره أحادي الجانب بين معظم الدول العربية والصين"، ويتسبب في تكدس أرقام العجز التجاري لمصلحة الصين". وأشار إلى أن الصين"تركز في تعاملها مع الدول العربية على المواد الخام من نفط ومواد أخرى، وتضع تعقيدات تجارية كبيرة أمام دخول السلع المصنعة العربية". وأكد وجود"تكامل بين الاقتصادين العربي والصيني، وفرص كبيرة لتطوير التعاون التجاري، لكن يجب أن تكون الفائدة متبادلة، لأن الصين تحتاج الى العرب، كما يحتاج العرب إلى الخبرات والتكنولوجيا الصينية غير الخاضعة لشروط سياسية". ورأى وزير خارجية الصين يانغ جيتشي أن بلاده"نجحت في إيجاد طريق تنموية تناسب خصائصها"، وتحدث عن جوانب تخفف"قلق"شركائه العرب، مشدداً على أهمية"الاستفادة الكاملة من ميزات التكامل في الموارد والأسواق ورؤوس الأموال والتكنولوجيا لتعزيز التعاون المتبادل، مع مراعاة الاعتبارات المنطقية لكل من الجانبين". ودعا إلى دعم الجهود ل"إنشاء منطقة للتجارة الحرة ومناطق للتعاون الاقتصادي والتجاري لتسهيل التدفق الحر والمتبادل للبضائع ورؤوس الأموال والتكنولوجيا والخدمات". وحضّ على"اتخاذ الاستثمار المتبادل مجالاً مهماً لترقية مستوى التعاون الاقتصادي ولتقديم تسهيلات متبادلة، والعمل على سن القوانين واللوائح لتحسين البيئة الاستثمارية واستكمالها. فضلاً عن العمل على تعزيز الحوار والتعاون في مجال الطاقة لضمان استقرار سوق الطاقة العالمية". ولفت مساعد وزير الخارجية الصيني تشاي جيون إلى أن بلاده"حققت الأهداف المطروحة في العامين الماضيين، ودربت 1500 كادر إداري وفني عربي في السنوات الثلاث الماضية". وأعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار البحارنة ل?"الحياة"وجود تعاون بحريني - صيني ضمن شبكة التعامل العربية - الصينية، لافتاً الى"شركات صينية عاملة في البحرين، لكن الاستثمار لا يزال أقل من المطلوب ومما تتيحه العولمة من فرص". ورأى أن في الاجتماع"فرصة للتركيز على جوانب اقتصادية وبيئية وثقافية، ما ينعكس زيادة في حجم التبادل التجاري ورخاء الشعوب في المنطقة". وأكد سفير البحرين السابق في بكين كريم الشكر ل?"الحياة"، تحقيق"تقدم في الشراكة الاستراتيجية وفي التشاور السياسي وتنمية الكوادر البشرية، لكنه لا يتواكب مع الطموحات". يذكر أن حجم الاستثمارات العربية في الصين بلغ 1.28 بليون دولار نهاية 2007، بحسب مصادر في وزارة التجارة الصينية، فيما وصل حجم الاستثمارات الصينية في الدول العربية إلى 2.44 بليون دولار، ولا تشمل هذه الإحصاءات الاستثمارات المالية وغير المباشرة. وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 86.4 بليون دولار نهاية العام الماضي، مقارنة ب36.71 بليون في 2004، ويُتوقع أن يصل إلى 100 بليون دولار هذه السنة.