أخمدت وحدات يمنية مشتركة من الجيش والأمن فجر أمس جبهة تمرد جديدة كان "الحوثيون" نقلوها من محافظة صعدة شمال غربي البلاد الى مشارف العاصمة صنعاء، وتحديداً في منطقة بني حشيش التابعة لمحافظة صنعاء شمال شرقي العاصمة حيث انتشر عناصرهم على أحد الجبال وهاجموا مفرزة قريبة للجيش وحاولوا اغتيال مدير أمن المحافظة العميد محمد صالح طريق قبل زهاء ثلاثة أسابيع، وخاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات من الأمن والشرطة العسكرية قتل فيها خمسة جنود. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس"ان وحدة مشتركة من القوات المسلحة والأمن وبالتعاون مع المواطنين تمكنت من تصفية كل أوكار عناصر الفتنة والتمرد الخارجة على القانون في منطقة بني حشيش، وذلك بعد قيام تلك العناصر بالإخلال بالأمن والسكينة العامة والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة". ولم يكشف المصدر المسؤول في الوزارة تفاصيل العملية العسكرية ومصير المتمردين"الحوثيين"، مكتفياً بتأكيد انه تم القضاء على التمرد في هذه المنطقة، غير أن مصادر متطابقة أكدت ل"الحياة"ان العملية العسكرية استمرت ثلاثة أيام، بعد اسبوعين من محاصرة"المتمردين"في الجبل الذي تمركزوا فيه، وقدرت عدد"الحوثيين"بنحو 200 مسلح كانوا تمكنوا من تخزين كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والقذائف الصاروخية. وأضافت المصادر ان الأهالي تعاونوا مع القوات الحكومية وشاركوا في محاصرة"المتمردين"والقبض على بعضهم وتسليمهم للأجهزة الأمنية، مشيرة الى سقوط قتلى وجرحى بالعشرات في صفوف المتمردين. وفي هذا السياق تواصل القوات الحكومية تحقيق تقدم على جبهات المواجهات مع"الحوثيين"في محافظة صعدة بعدما بات الحسم العسكري خياراً أساسياً للحكومة نتيجة فشل مختلف الوساطات، بما فيها القطرية، في إقناع زعيم التمرد عبدالملك الحوثي بالتزام الاتفاقات وإنهاء التمرد. وفي ضوء التطورات الميدانية على جبهات صعدة، دعا وزير الداخلية اللواء ركن مطهر رشاد المصري المتمردين"الحوثيين"في المحافظة وغيرها الى تسليم أنفسهم الى رؤساء السلطة المحلية وأقسام الشرطة قبل فوات الأوان، وحمل في تصريح أمس عناصر التمرد المسؤولية عن كل ما يترتب عن"فتنة التمرد التي اشعلتها في بعض مديريات محافظة صعدة والجرائم التي ارتكبتها في حق المواطنين والمشايخ والشخصيات الاجتماعية وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرق وإخافة السبيل وتشريد المواطنين من قراهم والتسبب في معاناتهم". ووصف المصري تلك العناصر بأنها"تحلم بإعادة حكم الكهنوت الإمامي"، وقال ان"لا خيار امامها سوى الاستسلام"، مؤكداً ان"القوات المسلحة والأمن والمواطنين المتعاونين سيكونون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن".