ذكرت مصادر متفرقة أن المتمردين الحوثيين أفرجو اليوم الاثنين عن اول جندي من بين خمسة اسرى سعوديين يحتجزونهم. يأتي ذلك بعد أن ساد الهدوء محافظة صعدة (شمال) ومحيطها امس في اليوم الثالث من وقف النار بين القوات اليمنية والحوثيين. وقالت مصادر عسكرية ميدانية وشهود عيان ان الهدوء يسود كل الجبهات، في حين واصلت اللجان البرلمانية الاربع المكلفة الاشراف على وقف النار وتنفيذ بنوده الستة اعمالها والتقت ممثلي الحوثيين بحسب مصادر محلية. وأفادت مصادر متفرقة رسمية وحوثية، أنه انه "تم فتح عدد من الطرق في محيط صعدة بما في ذلك الطريق المؤدية الى جبل الصمع، ورفع الحصار عن اللواء 103 الذي يرابط في جبل الصمع والذي كان محاصرا منذ اسبوعين". وحول تسليم أسرى سعوديين لدى المتمردين الحوثيين، ذكرت مصادر سعودية أمس ان هذا البند يواجه صعوبات بالرغم من تاكيد مصادر في لجنة الحدود انها تتوقع ان يتم انجاز هذه النقطة باسرع وقت. وقال المتحدث باسم المتمردين الحوثيين محمد عبدالسلام في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس انه "تم اليوم (الاثنين) تسليم الجندي السعودي يحيى عبدالله الخزاعي الى لجنة الوساطة في مدينة صعدة" الشمالية. وذكر عبدالسلام في اليوم الرابع من اعلان وقف النار بين القوات اليمنية والحوثيين ان الخزاعي "مصاب في رجله وقد اصيب في المواجهات الاخيرة" مؤكدا ان الافراج عن الجندي يشكل "مبادرة انسانية لتلطيف الاجواء وللتعبير عن حسن النية". ودعا المتحدث الطرف السعودي الى "ان يبادر بما من شأنه اتمام ملف الاسرى". والافراج عن الاسرى اليمنيين والسعوديين لدى المتمردين هو احد بنود وقف اطلاق النار الستة التي طرحتها الحكومة اليمنية ووافق عليها المتمردون. الى ذلك، افاد مصدر مشارك في الوساطة انه "يجري حاليا متابعة تسليم الاسرى الاربعة الاخرين خلال الساعات القادمة". واضاف انه "بعد مفاوضات استمرت 24 مع الحوثيين تم اقناعهم بترك موضوع اسراهم لدى السعوديين والبالغ عددهم 31، للسلطات اليمنية للتفاوض بشأنهم مع المملكة". وكان مصدر من التمرد الحوثي اكد لوكالة فرانس برس الاحد ان "الجانب السعودي يرفض تسليم المحسوبين علينا المعتقلين لديه، بما في ذلك الى الحكومة اليمنية". واكد المصدر ان المتمردين يريدون ان تسلم السلطات السعودية الحوثيين الذين تحتجزهم بموازاة تسليم الاسرى السعوديين. وتتابع عدة لجان تطبيق البنود الستة بعد اعلان وقف لاطلاق النار في شمال اليمن اعتبارا من منتصف ليل الخميس الجمعة بعد حوالى ستة اشهر من القتال، بما في ذلك فتح الطرقات ونزع الالغام وتسليم الاسرى. في الجانب الاخر من اليمن اندلعت مواجهات ضارية بين الجيش اليمني ومحتجين جنوبيين بمحافظة الضالع بجنوب اليمن منذ منتصف ليل السبت تعد الأعنف من نوعها منذ بدء المواجهات بين الجانبين منذ مارس / آذار 2006 . وقال مصدر يمني مطلع إن مواجهات عنيفة تدور رحاها بين الجيش وقوى" الحراك الجنوبي" التي قامت ليل أمس بمهاجمة مواقع للجيش والأمن بمحافظة الضالع . وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه " أن المواجهات لازالت مستمرة ويتبادل خلالها الطرفان إطلاق الرصاص والقذائف والقنابل اليدوية ". ولم يشر إلى نتائج تلك المواجهات إلا انه رجح وجود قتلى وجرحى من الطرفين. وجاءت المواجهات بين الجانبين اثر مقتل احد المحتجين السبت خلال تشييع مسلح تابع لقوى الحراك قتل الأسبوع الماضي بمنطقة لحج وجرح 7 آخرين خلال مواجهات مع رجال الشرطة . وتعرض عشرات المواطنين لاعتداءات مختلفة، كما تعرض عدد من السيارات للسطو، ونهب ممتلكات سائقيها وركابها والاعتداء عليهم على خلفية انتمائهم لمحافظات شمالية. يشار إلى أن عدداً من مناطق لحج وأبين تشهد منذ أيام أعمالاً دموية أودت بأرواح العديد من أبناء المحافظات الشمالية، ونهبت خلالها عشرات السيارات، وأحرقت عشرات المحلات التجارية التابعة لمواطنين من المحافظات الشمالية . ويطالب محتجون جنوبيون منذ مارس /آذار 2006 بانفصال الجنوب عن الشمال اثر وحدة مستمرة منذ عقدين.