أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي ان ردود الأفعال الدولية المرحبة بقرار وقف العمليات العسكرية بالمنطقة الشمالية الغربية تعكس حرص أصدقاء اليمن على أمن واستقرار اليمن وتفرغ الحكومة اليمنية لجهود التنمية والبناء والأعمار. وعبر القربي في حديث أجرته معه صحيفة الثورة الرسمية - ينشر اليوم- عن أمله في التزام المتمردين بما سبق وأعلنوا الالتزام به وبما يهيئ المناخات لإعادة النازحين إلى قراهم ومناطقهم وبدء عملية الإعمار ومواصلة خطوات البناء التي أعاقتها الأعمال التخريبية لعناصر التمرد. ونوه إلى أن الحكومة اليمنية حريصة على ان تكون الحرب هي الأخيرة وأن لاينساق المتمردون وراء أي طرف كان يسعى إلى عرقلة عملية السلام خاصة وقد أصبحت الكرة الآن في ملعبهم وعليهم ان يتعاملوا بمسؤولية وبعيدا عن أي التواءات أو إبطاء أو مراوغة في تنفيذ النقاط الست . من جهتها دعت الأجهزة الأمنية اليمنية في محافظة صعده - شمال اليمن - العناصر الحوثية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وعدم تفويت فرصة السلام الأخيرة مثلما فعلت في المرات السابقة ،مؤكدة التزام القوات المسلحة والأمن بوقف العمليات الحربية. وحسب موقع "المؤتمر نت" التابع للمؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم جاءت دعوة أجهزة الأمن بعد إصابة 5 من رجال الأمن في محافظة صعدة برصاص عناصر فتنة التمرد قالت الأجهزة الأمنية إن 3 منهم كانوا متواجدين في نقطة عين والرابع في منطقة صعدة القديمة أما الخامس فقد أصيب بعدة طلقات نارية أطلقت عليه من قبل عناصر متمردة في مديرية الصفراء. الى ذلك ساد الهدوء محافظة صعدة (شمال) ومحيطها امس في اليوم الثالث من وقف النار بين القوات اليمنية والحوثيين، الا ان تسليم الاسرى السعوديين لدى المتمردين الشيعة تعترضه صعوبات بحسب مصادر متطابقة. وقالت مصادر عسكرية ميدانية وشهود عيان ان الهدوء يسود كل الجبهات، في حين واصلت اللجان البرلمانية الاربع المكلفة الاشراف على وقف النار وتنفيذ بنوده الستة اعمالها والتقت ممثلي الحوثيين بحسب مصادر محلية. الى ذلك افاد مصدر مقرب من قيادة التمرد الحوثي انه "تم فتح عدد من الطرق في محيط صعدة بما في ذلك الطريق المؤدية الى جبل الصمع، ورفع الحصار عن اللواء 103 الذي يرابط في جبل الصمع والذي كان محاصرا منذ اسبوعين". من جانبه، قال علي ابو حليقة عضو البرلمان عن حزب المؤتمر الشعبي العام ورئيس لجنة محور صعدة، وهي من اللجان التي تتابع تنفيذ وقف النار، في تصريحات صحافية ان اللجنة التي يرأسها "تعمل بالتنسيق مع اللجان الميدانية والسلطة المحلية لسرعة تأمين فتح الطرق على الاخص طريق صعدة ومديرية باقم القربية من الحدود السعودية". الا ان بند تسليم الجنود السعوديين المحتجزين لدى التمرد يواجه صعوبات بالرغم من تاكيد مصادر في لجنة الحدود لوكالة فرانس برس انها تتوقع ان يتم انجاز هذه النقطة باسرع وقت. وكان مساعد وزير الدفاع للشؤون العسكرية الامير خالد بن سلطان اعطى الحوثيين السبت مهلة 48 ساعة لتسليم الاسرى السعوديين. وقال "يجب اعادة اسرانا الخمسة وقد اعطوا (الحوثيون) مهلة 48 ساعة لتنفيذ ذلك". واعلن المتحدث باسم التمرد محمد عبدالسلام السبت انه "يجري اتخاذ الاجراءات استعدادا لتسليم الاسرى السعوديين الى الوسيط علي ناصر قرشة"، وهو احد اعيان قبائل محافظة صعدة دون ان يحدد عددهم ولا موعد الافراج عنهم. في الجانب الاخر من اليمن اندلعت مواجهات ضارية بين الجيش اليمني ومحتجين جنوبيين بمحافظة الضالع بجنوب اليمن منذ منتصف ليل السبت تعد الأعنف من نوعها منذ بدء المواجهات بين الجانبين منذ مارس / آذار 2006 . وقال مصدر يمني مطلع إن مواجهات عنيفة تدور رحاها بين الجيش وقوى" الحراك الجنوبي" التي قامت ليل أمس بمهاجمة مواقع للجيش والأمن بمحافظة الضالع . وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه " أن المواجهات لازالت مستمرة ويتبادل خلالها الطرفان إطلاق الرصاص والقذائف والقنابل اليدوية ". ولم يشر إلى نتائج تلك المواجهات إلا انه رجح وجود قتلى وجرحى من الطرفين. وجاءت المواجهات بين الجانبين اثر مقتل احد المحتجين السبت خلال تشييع مسلح تابع لقوى الحراك قتل الأسبوع الماضي بمنطقة لحج وجرح 7 آخرين خلال مواجهات مع رجال الشرطة . وتعرض عشرات المواطنين لاعتداءات مختلفة، كما تعرض عدد من السيارات للسطو، ونهب ممتلكات سائقيها وركابها والاعتداء عليهم على خلفية انتمائهم لمحافظات شمالية. يشار إلى أن عدداً من مناطق لحج وأبين تشهد منذ أيام أعمالاً دموية أودت بأرواح العديد من أبناء المحافظات الشمالية، ونهبت خلالها عشرات السيارات، وأحرقت عشرات المحلات التجارية التابعة لمواطنين من المحافظات الشمالية . ويطالب محتجون جنوبيون منذ مارس /آذار 2006 بانفصال الجنوب عن الشمال اثر وحدة مستمرة منذ عقدين من الزمان وقعها عن الشمال الرئيس الحالي علي عبدالله صالح وعن الجنوب علي سالم البيض الذي يعيش الآن في المنفى بعد حرب أهلية في صيف عام 1994 بين صانعي الوحدة اليمنية .