اعتقلت السلطات السودانية، أمس، القائد الميداني البارز في "حركة العدل والمساواة" المتمردة في دارفور عبدالعزيز نور عشر الأخ غير الشقيق لزعيم الحركة الدكتور خليل إبراهيم الذي شارك في الهجوم على أم درمان أخيراً، في خطوة اعتبرتها الخرطوم ضربة جديدة للحركة بعد فشلها في أسر إبراهيم. وقال مسؤول أمني ل"الحياة"إن عبدالعزيز اعتُقل في مدينة حلفا الجديدة في ولاية كسلا المتاخمة للحدود الاريترية في شرق البلاد، وكان مختفياً في منطقة سكنية تُعرف ب"كمبو 51"التي تقطنها غالبية من أبناء دارفور وكان يخطط للهروب الى اريتريا. وأفاد أن عبدالعزيز عشر هو مسؤول الأمن والمخابرات في"حركة العدل والمساواة"وكان مسؤولاً عن قوات الحركة في اريتريا، وقاد عمليات عسكرية في شرق السودان ضد القوات الحكومية وشارك في تفجير انابيب النفط. وأضاف أن عشر نقل أمس مقيد اليدين والرجلين من حلفا الجديدة إلى الخرطوم، مبيناً أن السلطات باشرت تحقيقاً معه وسيحال على نيابة قضايا الإرهاب التي تنظر في قضية الموقوفين من المتمردين، قبل محاكمته تحت قانون الإرهاب الذي تصل عقوبته الى الاعدام. ولفت إلى أن عشر تحدث الى وكالات أنباء خلال احداث أم درمان مؤكداً مشاركته وكان أحد قادة المتمردين. وكانت وكالة"رويترز"نقلت عن عبدالعزيز عشر، في يوم الهجوم على أم درمان، قوله:"نحن نحاول السيطرة على الخرطوم، وإن شاء الله سنستولي على السلطة في البلاد. إنها مسألة وقت فقط، فنحن نتمتع بدعم من داخل الخرطوم وحتى من صفوف القوات الحكومية". واعتبر مستشار الرئيس السوداني عبدالله علي مسار أن اعتقال عشر ضربة قوية ل"حركة العدل والمساواة"، موضحاً انه من الشخصيات المهمة والرجل الثالث في الحركة المتمردة ومن المقربين الى زعيمها، مشيراً إلى انه بهرب خليل إبراهيم ومقتل مساعده الجمالي حسن في غرب أم درمان واعتقال عشر تكون الحركة فقدت ابرز قادتها مما يهدد مستقبلها. وولد عبدالعزيز عشر في العام 1970 وتخرج في كلية الحقوق بجامعة النيلين عام 1993 وكان عمل في سلاح المدرعات 1989 وترك الخدمة في عام 1993 وعمل في المحاماة والتحق ب"حركة العدل والمساواة"عام2000 وقاد عمليات على مدن الفاشر وكتم ومليط. إلى ذلك، أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس ان اجهزته الامنية والعسكرية مستعدة ويقظة و"أعينها مفتوحة"لمنع هجوم أي جهة على البلاد واختراقها، وتعهد بتوحيد الجبهة الداخلية ضد أي اختراق خارجي. وقال في حديث أمام الصحافيين في الاذاعة والتلفزيون الرسميين أمس إن قواته هزمت"حركة العدل والمساواة"و"كانت هزيمة نكراء والآن هم مشتتون في الصحراء".