ترددت أنباء في موسكو أمس، عما وصف بأنه "خطة اقترحتها جورجيا أخيراً لتسوية النزاع" مع إقليم أبخازيا الساعي إلى الانفصال عنها، لكن وزير الخارجية الأبخازي سيرغي شامبا أبلغ"الحياة"أن المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام روسية"مبالغ فيها". ويبدو أن الوضع المتأزم على صعيد العلاقات الجورجية - الأبخازية ، والذي كاد يقترب من حافة مواجهة مسلحة أخيراً ، شهد بعض التقدم على رغم حذر المسؤولين الأبخاز الذين فضلوا عدم التسرع في إشاعة أجواء تفاؤل . وسربت صحيفة"كوميرسانت"الروسية أمس تفاصيل عما وصف بأنه"خطة تسوية"اقترحتها جورجيا. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من رئيس الجمهورية الانفصالية سيرغي باغابش ان الاقتراحات تقوم على تنفيذ الجانبين"خطوات أساسية للتهدئة"منها توقيع اتفاق يلزمهما بعدم اللجوء إلى القوة لحل الأزمة العالقة منذ عام 1993 ، والمقصود في هذه الفقرة الجانب الجورجي تحديداً الذي يتهمه الأبخاز بالتحضير لغزو إقليمهم، كما تنص"الخطة"على انسحاب القوات الجورجية من منطقة وادي كودور الفاصل بين الجانبين . ويقابل هذه الخطوة تعهد أبخازي بعدم وضع عراقيل أمام عودة اللاجئين الجورجيين الذين أجبرتهم الحرب على مغادرة الإقليم. وقالت"كوميرسانت"إن باغابش ينوي خلال زيارة بدأها أمس إلى موسكو أن يناقش مع المسؤولين الروس الاقتراحات الجورجية بهدف تنسيق المواقف والحصول على موافقة روسية، علماً بأن الرئيس الانفصالي ينوي خلال الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام أن يجري محادثات مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، ومسؤولين في الديوان الرئاسي. وأوضح وزير خارجية الجمهورية غير المعترف بها سيرغي شامبا في حديث إلى"الحياة"أمس، أن معطيات وسائل الإعلام الروسية"مبالغ فيها". وعلى رغم إشارته إلى أن الأنباء التي أشارت إلى تقدم في المحادثات"قريبة من الواقع" لكنه دعا إلى"عدم الإفراط في التفاؤل لأن المشكلات العالقة بين جورجيا وأبخازيا بالغة التعقيد وفيها كثير من التفاصيل التي تحتاج الى بحث طويل". وقال إن مبعوثاً جورجياً زار بالفعل أبخازيا قبل أيام لكن البحث معه تناول ملفي الأمن واللاجئين فقط، من دون أن يتم التطرق إلى خطة شاملة للتسوية. وأشار شامبا إلى أن الجانب الأبخازي يفضل"العودة لمناقشة هذه القضايا بعد الانتخابات الاشتراعية الجورجية"المقررة في 25 من الشهر الجاري بسبب توافر قناعة باحتمال ان تغير نتائج الانتخابات الوضع الحالي. وزاد شامبا أن"موقف أبخازيا واضح لجهة تغليب مسألة الأمن على كل النقاشات الأخرى حالياً"خصوصاً ما يتعلق بوجود جورجيا العسكري في منطقة وادي كودور وهي منطقة محرمة على الجورجيين بحسب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الفريقين في عام 1993.