ترشحت الأوضاع في أبخازيا للتدهور بعدما تبادل الروس والجورجيون الاتهامات وحمل كل منهما الطرف الآخر مسؤولية تعقيد الموقف، فيما ازداد التوتر الميداني مع الإعلان عن دخول قوات روسية إلى منطقة النزاع الجورجي - الأبخازي . وبدا أن تداعيات نتائج الانتخابات الرئاسية في جمهورية أبخازيا الساعية إلى الانفصال عن جورجيا ما زالت تحمل كثيراً من التطورات المحتملة، إذ ازداد الموقف سخونة أمس بعدما اتهمت تبليسي الروس بنشر مجموعات من الوحدات الخاصة يصل تعداد أفرادها إلى بضع مئات في أبخازيا. وذكر بيان أصدرته الخارجية الجورجية أن القوات شملت تشكيلات مسلحة تابعة ل"اتحاد شعوب القوقاز الجبلية" وهي مجموعات متطرفة لعبت دورًا بارزًا خلال الحرب التي نشبت أوائل تسعينات القرن الماضي عندما أعلن الأبخاز استقلالاً من طرف واحد عن جورجيا وأكدوا عزمهم على الانضمام إلى الاتحاد الروسي. واعتبرت الخارجية الجورجية أن زج القوات الروسية يهدف إلى تعقيد الموقف المتوتر. لكن موسكو نفت صحة هذه المعلومات وقالت مصادر عسكرية روسية إن القوات الوحيدة الموجودة في المنطقة الحدودية بين جورجيا وأبخازيا هي وحدات حفظ السلام الروسية العاملة في المنطقة منذ تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عام 1993. وكانت انتخابات الرئاسة الأبخازية التي أجريت قبل أسبوع أثارت كثيراً من الجدل وشكلت مفاجأة للمراقبين عندما تمكن سيرغي باغابش القريب من الجورجيين من تحقيق فوز على مرشح موسكو راؤول خاجيمبا الذي أعلن رفضه نتائج الانتخابات ودعا إلى إلغائها. وشهدت أبخازيا تجمعات حاشدة لأنصار الرجلين كادت أن تتحول مواجهات عنيفة. وشكلت النتائج فشلاً ذريعاً لموسكو، لكن البرلمان الأبخازي أعلن أمس أنها لن تؤثر في مساعي الأبخاز للتقارب مع روسيا التي وصفها بأنها "كانت ولا تزال الضامن الأساسي للأمن والاستقرار في المنطقة"، وأصدر نداء جديداً دعا فيه موسكو إلى دعم فكرة ضم أبخازيا إلى روسيا. وأشار إلى استعداد الأبخاز لمنح موسكو حق إقامة قواعد عسكرية في الجمهورية في مقابل قيام العاصمة الروسية موسكو بحماية الحدود الخارجية لأبخازيا. في غضون ذلك أعلنت موسكو أنها تترك لنفسها حق اتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمن وسلامة قوات حفظ السلام العاملة في المنطقة. وأعربت الخارجية الروسية عن قلقها لما تعرضت له وحداتها من "أعمال استفزازية"، عندما تعرضت قوات الفصل إلى إطلاق نار أكثر من مرة من جانب مجموعات جورجية متطرفة ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.