ألقى خطاب الرئيس جورج بوش امام الكنيست الخميس الماضي، بظلاله على المحادثات التي اجراها امس في شرم الشيخ حيث اثار الرئيس حسني مبارك معه مسألة الخطاب وما بدا فيه من انحياز لإسرائيل، فأجابه بوش:"عليكم أن تستمعوا أيضا لخطابي الذي سألقيه أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى دافوس اليوم ... سأتطرق خلاله إلى القضية الفلسطينية بشيء من التفصيل". كما خيمت مسألة الخطاب على لقاء بوش مع الرئيس محمود عباس الذي حضه على الضغط على الإسرائيليين من أجل دفع المفاوضات بين الجانبين. راجع ص 5 وكان مبارك وبوش عقدا جلسة محادثات منفردة ناقشا خلالها الوضع الإقليمي بعناصره كافة، فيما عقد الوفدان المصري والأميركي جلسة محادثات استكملت على غداء عمل بحضور الرئيسين، التقى بعدها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس في جلسة مشاورات تناولت العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي. وسعى مبارك خلال لقائه بوش الى الحصول على ضمانات بأن الرئيس الاميركي ملتزم تماما عملية السلام وانه سيعمل بجدية نحو هدف قيام دولة فلسطينية. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي عقب لقاء القمة:"كان هناك الكثير من الفهم المتبادل والنقاش المتعمق في القضايا المطروحة"، مشيرا إلى أن"مبارك أثار خلال محادثاته مع بوش خطابه أمام الكنيست، فرد بوش: عليكم أن تستمعوا لخطابي أمام المنتدى اليوم والذي سأتناول فيه القضية الفلسطينية". ونفى ابو الغيط ان تكون هناك نية لعقد قمة جماعية ثلاثية او خماسية في شرم الشيخ. واشار إلى أن مبارك تلقى تقريرا مفصلا من رايس عن رؤية الولاياتالمتحدة للجهد الذي يبذل من أجل دفع المفاوضات حاليا، موضحا أن مصر ترصد لدى الجانب الأميركي بعض التفاؤل، ومضيفا أن"النتائج هي التي ستكشف عن حقيقة التقدم الذي تتحدث به الأطراف". واشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفنى وزعيم المعارضة بنيامين نتانياهو سيزورون مصر اليوم، مشددا على أنه"لا يمكن إغفال قضية القدس من أي مفاوضات". وردا على سؤال هل تطرقت المحادثات إلى عملية الإصلاح الداخلي في مصر، قال أبو الغيط:"لا يمكن التطرق الى الشؤون الداخلية خلال محادثات مصرية - أميركية". وفي الموضوع الايراني، قال:"لا احد يتحدث عن ضرب ايران، ولا نتوقع توجيه ضربة". من جانبه، سعى بوش الى تخفيف قلق العرب من اهمال الفلسطينيين خلال زيارته التي استغرقت ثلاثة ايام لاسرائيل بعد ان اغدق الثناء والعطاء على الدولة العبرية، وقال في مؤتمر صحافي مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي في شرم الشيخ:"في خطابي غدا، سأقول بوضوح ان في امكاننا ان نحقق نجاحا في تحديد دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايتي، وسنعمل جاهدين للتوصل الى هذا الهدف". في غضون ذلك، اجتمع بوش مع عباس في جلسة استمرت عشر دقائق استكملاها على عشاء عمل استمر 40 دقيقة. وخيمت على المحادثات أجواء سلبية بسبب خطاب بوش أمام الكنيست الذي اكد فيه دعمه لاسرائيل بوصفها نموذجا للديموقراطية، وتجاهل فيه معاناة الفلسطينيين وتطلعاتهم وعملية السلام. وقال بوش في ختام محادثاته مع عباس انه يريد المساعدة على"تحديد"دولة فلسطينية لان"قلبي ينفطر لرؤية قدرات الفلسطينيين الواسعة تتبدد". واضاف ان"وطنا"فلسطينيا سيوفر فرصة"لوضع حد للمعاناة التي تشهدها"الاراضي الفلسطينية. وتابع:"اتعهد مجددا امامكم ان تساعد حكومتي في تحقيق الحلم الذي يراودك"، موضحا ان هذا الحلم هو حلم الاسرائيليين ايضا"بقيام دولتين تعيشان بسلام جنبا الى جنب". وصرح السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو ل"الحياة"بأن"عباس طلب من بوش الضغط على الإسرائيليين لإحداث تقدم في المفاوضات".