شيّع عشرات العراقيين معظمهم من المسيحيين أمس، جثمان كاهن كنيسة السريان الأرثوذكس الذي قتله مسلحون قرب منزله في وسط بغداد أول من أمس. وشارك في تشييع عادل يوسف رجال دين مسيحيون وأبناء الطائفة الذين ارتدى معظمهم ملابس سوداء حداداً. وسار المشيعون وسط اجراءات أمنية مشددة بعد الجنازة في كنيسة مار بطرس وبولس في شارع الصناعة شرق بغداد. وكان يوسف راعي هذه الكنيسة. وأعلنت مصادر أمنية أن المسلحين أطلقوا النار على الكاهن قرب منزله في منطقة الكرادة وسط العاصمة. وقال أحد المشيعين رافضاً كشف اسمه إن"الارهابيين يستهدفون العراقيين وأقول لهم كفاكم حقداً على شعبنا الذي فقد الأمن من أفعالكم الحقيرة". وأضاف أن من"الواضح جداً أنهم يريدون تهجير المسيحيين من العراق". وأعرب البابا بنديكتوس السادس عشر عن"ألمه الشديد"للحادث في برقية تعزية وجهها الى راعي أبرشية السريان الأرثوذكس في بغداد. وكان مسلحون خطفوا مطران الكلدان فرج رحو في 29 شباط فبراير في الموصل ذات الغالبية العربية السنية، والتي تعتبر حالياً إحدى المحافظات الأكثر خطراً في العراق بعد لجوء أنصار تنظيم"القاعدة"اليها أخيراً. وعثرت الشرطة على جثة المطران بعد أسبوعين من خطفه. وقبل الاجتياح الاميركي للعراق في آذار مارس عام 2003، كان عدد المسيحيين في هذا البلد يفوق 800 ألف، أي حوالي ثلاثة في المئة من عدد السكان المسلمين بغالبيتهم. ويتعرض كثير من أبناء الطوائف المسيحية الى هجمات تشنها مجموعات متطرفة أو عصابات اجرامية، الأمر الذي أرغمهم على الفرار من البلد أو النزوح الى كردستان العراق.