طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أجهزة الأمن في محافظة نينوى "المتابعة الدقيقة والعمل الجاد" للافراج عن الأسقف الكلداني بولس فرج رحو الذي خطفه مسلحون في الموصل شمال العراق يوم الجمعة الماضي. وقال المالكي في رسالة وجهها إلى الزعيم الروحي للكلدان الكردينال عمانوئيل الثالث دلي إنه"يتابع باهتمام تطورات الحادث، وأصدر توجيهات إلى وزير الداخلية جواد بولاني ومسؤولي أجهزة الأمن في محافظة نينوى بالمتابعة الدقيقة والعمل بكل جد للافراج عن رئيس أساقفة الموصل في أسرع وقت". وأضاف أن"الطائفة المسيحية في العراق من المكونات الأساسية في المجتمع وجزء لا يتجزأ من شعبه وحضارته، وأي اعتداء على أبنائها يمثل اعتداء على جميع العراقيين". وكان أسقف الموصل للسريان الكاثوليك المطران جرجس قس موسى أعلن لوكالة"ميسنا"الكاثوليكية للانباء السبت الماضي:"لقد تلقينا اتصالاً هاتفياً من الخاطفين وبدأنا المفاوضات معهم للافراج عن الأسقف فرج رحو". وكان مسلحون خطفوا رئيس أساقفة الموصل للكلدان وقتلوا ثلاثة من حراسه الشخصيين في حي النور شرق الموصل الجمعة الماضي. ويشكل الكلدان وهم مسيحيون كاثوليك الطائفة الاكثر عدداً في العراق، وكنيستهم احدى أقدم الكنائس في بلاد ما بين النهرين. وسبق أن دان البابا بنديكتوس السادس عشر عملية الخطف بشدة، معتبراً أنها"تمس الكنيسة في العمق". وكانت كنائس الموصل شهدت في كانون الثاني يناير الماضي موجة اعتداءات بالمتفجرات أسفرت عن سقوط أربعة جرحى وألحقت أضراراً طفيفة بالمباني المستهدفة. وتعرض كثير من الكهنة إلى الخطف، فيما اغتيل كاهن وثلاثة شمامسة في حزيران يونيو عام 2007 أمام احدى كنائس المدينة. وقبل اجتياح العراق في آذار مارس عام 2003، كان عدد المسيحيين يفوق 800 ألف نسمة، أي حوالي ثلاثة في المئة من السكان المسلمين بغالبيتهم. وبعد عام 2003، بات عدد من المسيحيين أهدافاً لهجمات مجموعات متطرفة ما أرغمهم على الفرار إلى الخارج أو النزوح إلى كردستان العراق.