بزينة ستقتصر على المغارة والمحراب والمذبح ستحتفل كنيسة السريان الكاثوليك في البصرة الاثنين المقبل بأعياد الميلاد مع جمهور المسيحيين في العالم، وستدخل ما يقارب من 125 عائلة مسيحية بوابة الكنيسة في قلب المدينة كآخر من تبقى من أصل اكثر من 300 عائلة تابعة للكنيسة التي بُنيت قبل اكثر من 200 سنة في مركز البصرة. ويقول نائب البطريرك سولاقا كروني زكريا إن"معظم الميسورين من أبناء الطائفة غادروا إلى بغداد والموصل والخارج مع من غادر من أبناء الطوائف الأخرى، في سعي من أجل الأمن ولقمة العيش". ويضيف:"لم تقتصر الهجرة على هذه الطائفة وحدها فقد هاجر الكثير من أبناء المسيحيين السريان الارثوذوكس والكلدان الكاثوليك اتباع المطران عماد البناء كنيستهم وسط المدينة والأرمن الارثوذكس والكنيسة الإنجيلية في محلة مناوي باشا، واتباع الكنيسة الآشورية والأرمن الكاثوليك بالإضافة إلى الكنيسة اللاتينية وغيرهم. ويؤكد البطريرك سولاقا:"هناك كنائس كثيرة لم يعد لها راع فقد هاجر البعض من المطارنة وظلت كنائسهم من دون رعاة وتقلص عدد الكنائس في البصرة من أكثر من عشرين إلى نحو خمس لا تزال ناشطة اليوم". يُشار الى أن منطقة الدير 45 كلم شمال البصرة تعد من أقدم المناطق المسيحية في المدينة سكنها المسيحيون في الفترة الممتدة بين القرن الرابع والقرن السادس الميلاديين وكانت فيها أبرشية معروفة في كتب التاريخ، وفيها آثار لا تزال قائمة. وكانت البصرة من أكثر المدن العراقية تنوعاً في تركيبة السكان وسكنها العرب والعجم والروم ثم جاء المسلمون باختلاف مذاهبهم ومشاربهم وظل الناس بمنأى عن الاختلاف الحاصل اليوم سعداء في عيش رغيد آمن.