سعت واشنطن وموسكو الى تقليل شأن الخلافات بين البلدين وفي مقدمها الدرع الصاروخية التي تعتزم الولاياتالمتحدة نشرها في شرق أوروبا، وذلك في أعقاب قمة الرئيسين الأميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين والتي شكلت آخر لقاء بينهما قبل تسليمهما السلطة الى خلفيهما. وفي هذا الإطار، التقى بوش على هامش الاجتماع مع بوتين في سوتشي، خلفه المنتخب ديمتري ميدفيديف الذي أكد عزمه على تطوير العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وعلى رغم فشل الرئيسين في التوصل الى اتفاق حول الدرع الصاروخية المزعم نشرها في بولندا وتشيخيا، فإن الكرملين اعتبر أن القمة أثمرت عن إرادة مشتركة للبحث عن حلول وسطية للمشاكل العالقة وتوسيع الحوار وصولاً الى قواسم مشتركة. راجع ص 8 وتعليقاً على عدم توصل بوش وبوتين الى حل لملف الدرع الصاروخية، قال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ستيفن هادلي:"لا اعتقد أن هذا الأمر يطرح مشكلة". وأضاف في تصريح على متن الطائرة التي أقلت بوش في طريق العودة الى بلاده، أن الرئيسين"يمكنهما ترك هذا الأمر لخلفيهما". وأكد هادلي أن الخلاف على توسيع حلف شمال الأطلسي شرقاً،"لم يعكر صفو القمة". وفي ختام قمتهما، تبنى بوش وبوتين إعلاناً مشتركاً سجل معارضة الكرملين لمشروع الدرع الصاروخية وأكد في الوقت ذاته أن تطبيق الإجراءات التي اقترحتها واشنطن"مهم ومفيد". وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي، عبر بوتين الذي سيغادر الكرملين في السابع من الشهر المقبل، عن"تفاؤل حذر"بشأن فرص التوصل الى اتفاق مع الولاياتالمتحدة، فيما رحب الرئيس الأميركي ب"اختراق مهم"تحقق في مسألة الدرع الصاروخية، معترفاً في الوقت ذاته بأن على الولاياتالمتحدة"فعل الكثير لإقناع الخبراء بأن النظام الصاروخي ليس موجهاً ضد روسيا". وأشار بوش الى اتفاقه مع نظيره الروسي على إشراك أوروبا وروسيا في مشروع الدرع"كشركاء متساوين"، وقال إن بوتين اقترح هذه الفكرة في لقائهما السابق في أميركا،"وهي الرؤية التي ننطلق منها". ورد بوتين بالقول إن في وسع الأميركيين إزالة مخاوف روسيا حيال منظومة الدفاع المضاد للصواريخ، و"نحن نرى أن ذلك ممكناً". وأضاف"تأكدنا اليوم لأن شركاءنا الأميركيين يتفهمون قلقنا ويسعون بالفعل إلى تبديده"، من خلال تفاهم خبراء البلدين على التفاصيل. كذلك أشار بوتين إلى خلافات مستمرة في شأن خفض الأسلحة الإستراتيجية قائلاً"هناك اختلاف في كيفية مقاربة الموضوع". واعتبر الرئيس الروسي أن عجز حلف شمال الأطلسي الناتو عن وقف توسعه شرقاً هو"استعراض للسياسة القديمة عندما كان ينظر إلى روسيا وكأنها عدو للغرب، غير أن الأمر اليوم مختلف". على صعيد آخر، قال بوش انه أثار ونظيره الروسي ملفي إيران وكوريا الشمالية النوويين، واتفقا على حق البلدين في تطوير برنامجين سلميين للطاقة. وأبدى بوش استعداده لتوفير الوقود النووي لإيران"لئلا تكون هناك حاجة إلى أن يقوم الجانب الإيراني بتخصيب اليورانيوم"، علماً أن طهران تتحفظ عن هذا الاقتراح.