أعلن البيت الأبيض عن زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي جورج بوش إلى روسيا الشهر المقبل، تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي يغادر منصبه رسمياً مطلع أيار مايو المقبل، في وقت أعلن فيه الجيش الأميركي أن مقاتلاته رافقت قاذفات روسية دخلت المجال الجوي المحظور لألاسكا وأخرجتها منه. وأفاد البيت الأبيض بأن بوش سيبحث مع بوتين وضع"إطار عمل"لحل الخلافات بين البلدين، لاسيما حيال أزمة الدرع الصاروخية، التي ترى فيه روسيا تهديداً مباشراً لأراضيها، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي: إن بوش سيزور منتجع سوشي الروسي تلبية لدعوة من بوتين، بعد محطة مرتقبة له إلى كرواتيا في الخامس من نيسان أبريل المقبل. وقال هادلي:"سيشكل الأمر فرصة للقاء والبحث في ملفات قد تتيح التوصل إلى وضع إطار عمل للتعاون المشترك، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى معالجة بعض المشكلات العالقة، مثل قضية الدرع الصاروخية، ويؤمن منطلقاً للعمل والتعاون المشترك". وأضاف:"القضية الأساس تتمثل في إيجاد وسيلة لطمأنة روسيا إلى أن النظام الصاروخي والرادارات المرافقة له المزمع إقامتها في بولندا وتشيخيا هي، وكما نؤكد دائماً، مخصصة لمواجهة المخاطر التي قد تواجه أوروبا وروسيا أيضاً، من الشرق الأوسط، وليست بالتالي موجهة ضد موسكو". جاء ذلك فيما أعلنت بولندا أنها قد توافق على عمليات تفتيش روسية موقتة لمواقع الدرع الصاروخية الأميركية في بولندا، شرط السماح لها في المقابل بتفقد قواعد صاروخية روسية. تزامن هذا الإعلان مع عقد مسؤولين روس وأميركيين في واشنطن جولة جديدة من المشاورات في شأن نشر منظومة الدرع الصاروخية، جاءت على خلفية زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس موسكو الأسبوع الماضي.في غضون ذلك، أعلن سلاح الجو الأميركي أنه أرسل مقاتلات له من طراز"أف 15"من قاعدة في ألاسكا"لمرافقة"قاذفات روسية بعيدة المدى من طراز توبوليف، دخلت منطقة محظورة قرب ألاسكا الأربعاء. وأشار سلاح الطيران الأميركي إلى أن راداراته رصدت اثنتين من القاذفات على بعد 800 كيلومتر من سواحل ألاسكا، فأرسلت مقاتلات لمرافقتهما خارج المنطقة"بدون حوادث". على صعيد آخر، صرح الرئيس الأميركي جورج بوش أن بريطانيا ما زالت"الحليفة الكبرى"للولايات المتحدة مع أنها خفضت وجودها العسكري في العراق. وقال بوش، رداً على سؤال عما إذا كانت فرنسا ستصبح"الحليفة الكبرى"بدلاً من لندن:"قلت دائما إن علاقتنا مع بريطانيا هي علاقة خاصة، وهذه العلاقة لم تكن يوماً خاصة بالقدر الذي هي عليه في زمن النزاعات". وأكد بوش أن العلاقات بين بلاده وفرنسا تحسنت منذ انتخاب ساركوزي قبل عشرة أشهر, لكنه أوضح انه"سيكون من الصعب على أي أمة منافسة بريطانيا على مكانتها كحليفة كبرى للولايات المتحدة".