بحث زعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي عن سبل لتهدئة أوكرانياوجورجيا في اجتماع القمة أمس، بعد ان فشلوا في الاتفاق على فتح باب الحلف الغربي أمام انضمام الجمهوريتين السوفياتيتين سابقاً، في موازاة توسيع الحلف ليشمل كرواتيا وألبانيا. جاء افتتاح اجتماع اليوم الثاني من القمة بإعلان الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر دقيقة صمت تكريماً للجنود الستين الفاً الذين ينشرهم الحلف في أفغانستان وكوسوفو ولرفاقهم الذين سقطوا دفاعاً عن"الحرية والديموقراطية". وصفق رؤساء الدول والحكومات ال26 الحاضرون قبل بدء الاجتماع. وأعلن الأمين العام للحلف أن قادة الحلف اتخذوا قرارات في شأن توسيع الحلف، تحت شعار"أوروبا موحدة وآمنة". وخلال مأدبة العشاء الافتتاحية الأربعاء، اخفق قادة الحلف في التفاهم على مسألتي جورجياوأوكرانيا، وخصوصاً في ظل رفض فرنساوألمانيا اللتين لا ترغبان في مواجهة مع روسيا. وعلى مدى يومين، كان الرئيس الأميركي جورج بوش حض حلفاءه على ان يشملوا البلدين في خطة العمل من اجل الانضمام، وهي المرحلة النهائية التي تمهد لدخول الحلف، وان كانت تفتقر الى ضمانات في هذا الشأن. وتعتبر المانياوفرنسا ومعهما نحو عشر دول، ان اوكرانياوجورجيا لا تشكلان ديموقراطيتين ناضجتين ومستقرتين بالنسبة الى الحلف الاطلسي. وسبق أن قالت المستشارة الألمانية انغيلا مركل في اليوم الأول من القمة:"توصلنا الى الاستنتاج أن الوقت لا يزال مبكراً لمنح هذين البلدين صفة المرشح الرسمي"، مشددة على ان معارضة ألمانيا ليست مبدئية ولا دائمة وان"الباب مفتوح". وقلل الناطق باسم الحلف الأطلسي جيمس اباثوريا، من شأن أي انطباع بأن روسيا نجحت في عرقلة القرار، قائلا إن الحلفاء متحدون في رفضهم لأي رفض أو نفوذ خارجي. لكن رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي نبه في وقت سابق هذا الاسبوع الى ان رفض انضمام بلاده الى عضوية الحلف يرقى الى حد" استرضاء"روسيا ويشجع المتشددين على احداث شقاق في اقليمين انفصاليين في جورجيا. ألبانيا وكرواتيا في المقابل، توافق قادة الحلف على دعوة ألبانيا وكرواتيا الى بدء مفاوضات الانضمام. وبذلك، سيصبح هذان البلدان في غضون اشهر العضوين السابع والعشرين والثامن والعشرين في الحلف الذي انشىء عام 1949 والذي يشهد عملية توسيعه السادسة، علما أنها الثالثة منذ نهاية الحرب الباردة عام 1990. اما مقدونيا، المرشح البلقاني الثالث، فاصطدمت باستخدام اليونان للفيتو على خلفية خلاف قديم مع اثينا حول تسمية الجمهورية اليوغوسلافية السابقة. وأكد الحلف الاطلسي توجيه دعوات رسمية الى كرواتيا وألبانيا الجارتين في البلقان للانضمام الى الحلف، بعدما أجّل الدعوة الى مقدونيا بسبب معارضة اليونان. وقال مسؤول في الحلف ان الخطوة أقرّت رسميا أمس، حينما يحضر زعيما كرواتيا وألبانيا جلسة خاصة مع نظرائهما في الحلف. أفغانستان وبمشاركة نظرائهم من الدول الاخرى التي تساهم في اعادة بناء افغانستان، وفي حضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ناقش قادة الحلف رؤيتهم لافغانستان. واكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس ان بلاده سترسل"كتيبة"اضافية تضم اكثر من 800 جندي الى شرق افغانستان. وبذلك، يرتفع عديد القوة الفرنسية في هذا البلد الى 2500 عنصر. وقال ساركوزي في كلمة ألقاها:"قررت تعزيز الوجود العسكري الفرنسي بكتيبة سترسل الى المنطقة الشرقية". الى ذلك، أشار ساركوزي الى انه يتوقع أن يحسم مسألة عودة فرنسا الى القيادة العسكرية للحلف التي تركتها عام 1966 قبل نهاية هذا العام. وقال ساركوزي:"في نهاية الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي، ستحين اللحظة المناسبة لاتمام هذه العملية واتخاذ القرارات الضرورية لتشغل فرنسا مكانتها الكاملة في هياكل الحلف الاطلسي". وفي كوسوفو حيث ينشر الحلف العسكري الغربي حوالى 17 الف جندي، اكد ياب دي هوب شيفر"تصميم"الحلف على"حفظ الامن والاستقرار في هذه المرحلة الدقيقة"، وذلك بعد اعلان الاقليم الصربي السابق ذي الغالبية الالبانية استقلاله من جانب واحد في شباط فبراير الفائت. الدرع الصاروخية في غضون ذلك، توصلت الولاياتالمتحدة وجمهورية تشيخيا الى اتفاق حول نشر عناصر من الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في الأراضي التشيخية، بحسب ما أعلن البلدان في بيان مشترك صدر على هامش القمة. وجاء في البيان:"يسر الولاياتالمتحدة وجمهورية تشيخيا ان تعلنا انجاز المفاوضات حول اتفاق موضوعه الدفاع المضاد للصواريخ. وفي نيتنا توقيع هذا الاتفاق في مستقبل قريب". وأضاف: أن"هذا الاتفاق يشكل خطوة مهمة في جهودنا لحماية شعوبنا وحلفائنا في الحلف أل أطلسي من التهديد المتصاعد الذي تطرحه مسألة انتشار الصواريخ البالستية وأسلحة الدمار الشامل". ويلحظ الاتفاق إقامة محطة رادار لرصد إطلاق الصواريخ البالستية في جمهورية تشيخيا، على ان ترتبط بعشر منصات لإطلاق صواريخ اعتراض سيتم نصبها في بولندا. لكن المفاوضات بين الولاياتالمتحدة وبولندا لا تزال تتطلب أسابيع عدة على الأقل. وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رومانيا أمس، للمشاركة في جلسة"مجلس روسيا ? الحلف الأطلسي". وقال مساعد بوتين، سيرغي بريخودكو، إن القيادة الروسية واجهت صعوبات في اتخاذ قرارها في شأن سفر الرئيس إلى بوخارست، في الوقت الذي يعقد فيه الحلف الأطلسي اجتماع قمته هناك ،"لكن الرئيس بوتين رأى ضرورة إطلاع رؤساء الدول أعضاء مجلس روسيا ? الحلف الأطلسي على وجهة نظر بلاده حيال تطورات الوضع الدولي والتعاون بين روسيا والحلف".