اعتقلت القوات العراقية "مفتي" تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" خلال عملية في مدينة سامراء شمال العراق، ودهمت مقراً للتنظيم أُقيم فوق جزيرة في نهر دجلة، في حين اغتال مسلحون رجل دين مسيحياً من طائفة السريان الارثوذكس قرب منزله في وسط بغداد، وفقاً لمصادر أمنية. جاء ذلك في حين قتل تسعة عراقيين في سلسلة أعمال عنف شهدها العراق. اغتيال رجل دين وأوضحت مصادر أمنية متطابقة أن"مسلحين يستقلون سيارة مدنية أطلقوا النار من أسلحة خفيفة على رجل الدين يوسف عادل"، مشيرة الى أن"عادل هو راعي كنيسة مار بطرس وبولس للسريان الارثوذكس في شارع الصناعة في شرق بغداد". وأكد مصدر في مستشفى ابن النفيس أن"الشرطة العراقية جلبت جثة راعي كنيسة مار بطرس وبولس المصابة بطلقات نارية"، لافتة الى أن عادل"قُتل أثناء خروجه من منزله في الكرادة متوجهاً الى الكنيسة". وسبق أن خطف مسلحون مطران الكلدان فرج رحو في 29 شباط فبراير الماضي في الموصل ذات الغالبية العربية السنية، والتي تعتبر حالياً إحدى المحافظات الأكثر خطراً في العراق بعد لجوء أنصار تنظيم"القاعدة"اليها أخيراً. وعثرت الشرطة على جثة المطران بعد أسبوعين من خطفه. وكانت كنائس في الموصل وبغداد شهدت في كانون الثاني يناير الماضي موجة اعتداءات أسفرت عن سقوط قتيل وأربعة جرحى وألحقت أضراراً طفيفة بالمباني المستهدفة. كما خُطف كاهنان من أسقفية الموصل لتسعة أيام في تشرين الاول اكتوبر، فيما اغتيل كاهن وثلاثة شمامسة في حزيران يونيو عام 2007 أمام احدى كنائس الموصل. كذلك خطف مسلحون أسقف الموصل للسريان المطران جرجس القس موسى ل24 ساعة في كانون الثاني يناير عام 2005. وقبل الاجتياح الاميركي للعراق في آذار مارس عام 2003، كان عدد المسيحيين في العراق يفوق ال800 الف، أي حوالي ثلاثة في المئة من عدد السكان. ويتعرض كثير من أبناء الطوائف المسيحية الى هجمات تشنها مجموعات متطرفة أو عصابات اجرامية، ما أرغمهم على الفرار من البلد أو النزوح الى كردستان العراق. وفي العاصمة العراقية أيضاً، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل ثلاثة أشخاص واصابة 16 آخرين في انفجار عبوة قرب ساحة بيروت وسط بغداد داخل حافلة للركاب كانت قادمة من مدينة الصدر. وأفادت الشرطة أنها عثرت على جثتين في منطقتين مختلفتين من بغداد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. جنوباً، ذكرت الشرطة أن أحد القناصة قتل شرطياً أثناء تنفيذه دورية في المحمودية الواقعة على بعد 30 كيلومتراً جنوببغداد أول من أمس. وعثرت أيضاً على جثة جندي من القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية تحمل آثار أعيرة نارية أمس قرب الحلة الواقعة على بعد مئة كيلومتر جنوببغداد. وفي كركوك، أفادت الشرطة أن عبوة كانت مزروعة على الطريق انفجرت قرب دورية ما أسفر عن اصابة ثلاثة من عناصرها وسط المدينة. وأعلن الجيش الأميركي أن قواته قتلت مسلحين اثنين مشتبه بهما غرب سامراء خلال عملية استهدفت تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". مخبأ"القاعدة" ودهمت قوات"اسناد سامراء"فجر السبت أحد المخابئ الرئيسية لتنظيم"القاعدة"في جزيرة تقع وسط نهر دجلة جنوب سامراء، وفقاً لمسؤول رفيع في مجلس الاسناد التابع للمدينة. وقال آمر القوة العقيد مازن يونس حسن:"عثرنا فجر اليوم على مقر رئيسي لتنظيم القاعدة يدير محافظات صلاح الدين وديالى والانبار في جزيرة وسط نهر دجلة على بعد سبعة كيلومترات جنوب سامراء". ويذكر أن القوات الناشطة في محاربة"القاعدة"في مناطق العرب السنة بتمويل أميركي يطلق عليها اسم"مجالس الصحوة"أو"مجالس الاسناد". وأضاف حسن أن"عملية الدهم جرت وفق معلومات استخباراتية حصل عليها مجلس اسناد سامراء، وعُثر داخل المقر على 1500 قطعة سلاح ثقيل ومتوسط وخفيف". وأشار الى أن"المقر مكون من أربع غرف كبيرة مبنية تحت الأرض مجهزة بكل وسائل التبريد. وكل غرفة تحتوي على ثمانية أسرة، ومجهزة بمولدات كهربائية". وتابع أن"مساحة الجزيرة تبلغ ألفي متر مربع مغطاة باشجار كثيفة جداً"، مشيراً الى أن"القوة عثرت على وثائق رسمية متبادلة بين المقر وما يسمى والي العراق، وعلى وثائق أخرى تضم عدداً من أسماء مقاتلي القاعدة، ومخاطبات رسمية تتضمن طلب تمويل وتجميد عدد من المقاتلين، ونشر عدد آخر في سامراء". وأكد حسن عدم"العثور على أحد خلال عملية الدهم بسبب إبلاغهم رجال القاعدة بها قبل وصول القوة على ما يبدو". وأعلنت الشرطة اعتقال"مفتي تنظيم القاعدة شوكت الدوري مع اثنين من معاونيه في سامراء". وأضافت أن"قوة مشتركة من الشرطة ومجلس اسناد سامراء دهمت منزلاً يتخذه الدوري مخبئاً له فاعتُقل مع اثنين من معاونيه".