يخشى مسيحيو الموصل من تزايد أعمال العنف الموجهة ضدهم بعد ذبح جماعة مسلحة الاربعاء الماضي رجل دين مسيحي، وتمثيلها بجثته بعد أقل من 48 ساعة من خطفه في حي المجموعة الثقافية وسط المدينة. وعلى رغم العنف الدامي الذي تشهده الموصل منذ دخول القوات المتعددة الجنسية الاراضية العراقية، إلا أن المسيحيين فيها يعتبرون أنفسهم الأكثر عرضة للخطر بسبب انتمائهم الديني. وأوضحت مصادر الشرطة في الموصل ل"الحياة"أن جثة راعي كنيسة مار افرام للسريان الارثوذكس الأب بولص اسكندر عُثر عليها مرمية في حي القاهرة في الموصل حيث تعرضت للتمثيل. ولم يقتصر العنف ضد المسيحيين على الجماعات المسلحة بل تعداه الى بعض أفراد الشرطة العراقية، بحسب القس حنا جبرائيل 48 عاماً الذي أكد ل"الحياة"أن إحدى دوريات للشرطة أوقفت حافلة مخصصة لنقل الطلبة الجامعيين تابعة للكنيسة، ودققت عناصرها في هويات التلاميذ وتحدثت بشكل غير لائق عن المسيحية. ويعتقد طلاب مسيحيون بأن التهديدات التي يتلقونها في الأيام العادية من الجماعات التكفيرية، تزداد وتيرتها خلال شهر رمضان، لذا تمتنع غالبيتهم عن الالتزام بالدوام خلال هذا الشهر. وتفتقر الكنائس في الموصل الى الزخم الكبير لزوارها بعدما كانت في أوقات القداس في ايام الاحاد تعج بكثير منهم، ويمكن للمتتبع ملاحظة التناقص الواضح في عدد الحضور المتخوفين من استهدافهم أثناء الصلاة. وكانت الاعمال الإجرامية ضد المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى ازدادت خلال الأيام الماضية، اذ قتل مسلحون طبيباً مسيحياً يدعى جوزيف فريدون بطرس وهو في طريقه للعمل في مستشفى بعقوبة. كما اغتيل رجل دين صابئي هو رعد صالح مطر في منطقة الصويرةجنوب شرقي بغداد. ودفعت أعمال العنف المستمرة ضد المسيحيين في العراق كثيراً منهم الى الهجرة والنزوح في معدلات متزايدة، اذ سبق أن ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن عدد المسيحيين في سورية وحدها بلغ 35 ألفاً يتركز معظمهم في مناطق جرمانا ومساكن برزا وصيدنايا.