اختتم قادة حلف شمال الأطلسي قمّتهم في بوخارست أمس، بتأجيل ضمّ جورجياوأوكرانيا الى عضوية الحلف، مفضِّلين منح الجمهوريتين حالياً صفة المرشح الرسمي للعضوية. ورأى مراقبون ان هذه الخطوة تهدف إلى عدم إغضاب الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، وكذلك محاولة استرضاء موسكو التي رأت في ضمّهما"خطأً استراتيجياً"ملوّحة بالاعتراف بانفصال إقليمين جورجيين. راجع ص 8 في غضون ذلك، أعلن مسؤولون في الإدارة الأميركية ان قمة بوخارست ساندت مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ الذي يثير اعتراض روسيا. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى رفض كشف اسمه أن"الحلف موحد في نيته تبنّي الدفاع المضاد للصواريخ كمفهوم استراتيجي، وفي دعمه هذا النظام الأميركي الذي يخضع الآن لمشاورات مع البولنديين والتشيخيين". وأضاف ان الأعضاء الآخرين في الحلف"سيدرسون سبل"إدخال المشروع الأميركي في أنظمة الحلف للدفاع المضاد للصواريخ. وتوصلت الولاياتالمتحدة وجمهورية تشيخيا الى اتفاق حول نشر عناصر من الدرع في الأراضي التشيخية، كما أعلن البلدان في بيان مشترك صدر على هامش القمة، وجاء فيه:"يسر الولاياتالمتحدة وجمهورية تشيخيا ان تعلنا إنجاز المفاوضات حول اتفاق على الدفاع المضاد للصواريخ، وفي نيتنا توقيع هذا الاتفاق في مستقبل قريب". وقال الأمين العام ل"الأطلسي"ياب دي هوب شيفر، ان الحلف"يرحب بالطموحات الأوروبية - الأطلسية لأوكرانياوجورجيا، وقادته التزموا أن يصبح هذان البلدان عضوين فيه يوماً ما". وردّ نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو، معلناً ان"انضمام جورجياوأوكرانيا الى الحلف خطأ استراتيجي كبير ستكون له تداعيات أكثر خطورة على الأمن في أوروبا". وعلى مدى يومين، حضّ الرئيس الأميركي جورج بوش حلفاءه على ان يدرجوا البلدين في خطة العمل من أجل الانضمام، وهي المرحلة النهائية التي تمهّد للحصول على عضوية الحلف، وان كانت هذه الخطوة تفتقر الى ضمانات. وتعتبر ألمانياوفرنسا ومعهما نحو عشر دول، ان أوكرانياوجورجيا لا تشكلان ديموقراطيتين ناضجتين ومستقرتين بالنسبة الى الحلف الأطلسي. وقلل الناطق باسم الحلف جيمس اباثوريا، من شأن أي انطباع بأن روسيا نجحت في عرقلة القرار، قائلاً ان الحلفاء متحدون في رفضهم أي ضغط أو نفوذ خارجي. لكن رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي نبَّه في وقت سابق الى ان رفض ضم بلاده الى عضوية الحلف يرقى الى حد"استرضاء"روسيا ويشجّع المتشدّدين على إحداث شقاق في إقليمين انفصاليين في جورجيا. وأعلن الأمين العام للحلف ان قادته دعوا ألبانيا وكرواتيا رسمياً للانضمام إليه، بعدما اتخذوا قرارات في شأن توسيعه تحت شعار"أوروبا موحدة وآمنة". وقال دي هوب شيفر خلال جلسة خاصة للقمة:"أنا مسرور، مثلكم جميعاً، لاستقبال رئيسي ألبانيا وكرواتيا ورئيسي وزرائهما". وسيصبح هذان البلدان في غضون اشهر العضوين ال 27 وال 28 في الحلف الذي أُنشئ العام 1949 ويشهد عملية توسيعه السادسة، علماً أنها الثالثة منذ نهاية الحرب الباردة العام 1990. أما مقدونيا، المرشح البلقاني الثالث، فاصطدمت باستخدام اليونان حق النقض فيتو، اثر خلاف بينهما على تسمية الجمهورية اليوغوسلافية السابقة. وبمشاركة نظرائهم من الدول الأخرى التي تساهم في اعادة بناء أفغانستان، وفي حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ناقش قادة الحلف رؤيتهم لأفغانستان. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، ان بلاده سترسل"كتيبة"إضافية تضم اكثر من 800 جندي الى شرق أفغانستان، ليرتفع بذلك عدد القوة الفرنسية هناك الى 2500 عنصر. على صعيد آخر، قرر قادة الحلف ان تستضيف فرنساوألمانيا قمتهم المقبلة، على ان تعقد في نيسان أبريل 2009 في مدينتي ستراسبورغ وكيل، على الحدود الفرنسية - الألمانية. واتفقت ألمانياوفرنسا على ان تقترحا معاً استضافة قمة الحلف السنة المقبلة التي تصادف الذكرى الستين لتأسيسه، على ضفتي نهر الراين في ستراسبورغ وكيل. وستكون المرة الأولى في تاريخ الحلف التي تتولى فيها دولتان عضوان تنظيم قمة. في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي إن التقديرات الاستخباراتية في واشنطن تشير إلى أن إيران قادرة بمساعدة خارجية، على تطوير صواريخ بالستية قادرة على ضرب الولاياتالمتحدة، مشدداً على أن الدرع الصاروخية هي حاجة ماسة لأوروبا. ودانت طهران بشدة التصريحات"المعادية"للرئيس بوش، وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني إن"سياسات بوش التصعيدية تزيد الأزمات في العالم"، وإنها"مساع من أميركا لضرب الاستقرار في المنطقة"، مؤكداً"العلاقات المتينة"بين إيران والدول المجاورة لها. وشدَّد على ان"القدرة العسكرية لإيران ذات بعد دفاعي، وهي في خدمة الاستقرار والأمن في المنطقة". "اعلان استراتيجي" واقترح الحلف، في اعلان"استراتيجي"اعلنه في ختام قمته، على روسيا ربط منظومات الدفاع الروسية والاميركية والاطلسية المضادة للصواريخ. وتعهد زعماء زيادة عناصره في افغانستان لمحاربة"طالبان"، وتقاسم عبء العمليات العسكرية والحد من القيود المفروضة على الاستعانة بقواته. كما تعهدت"تزويد القادة العسكريين الادوات الضرورية لنجاح"القوات المنتشرة ميدانيا،"من خلال سد النقص على صعيد العناصر وفرق المدربين العسكريين والوسائل الضرورية"لمهماتهم. وفي هذه الوثيقة المرجعية المؤلفة من اربع صفحات، تعهد ايضا رؤساء دول وحكومات البلدان ال 26 الاعضاء في الحلف،"التخفيف من القيود المفروضة على الاستعانة بجنودهم الى الحد الاقصى"، والذين غالبا ما كان تعوق تحركهم اعتبارات تقنية وسياسية. ويتولى الحلف في افغانستان قيادة القوة الدولية للمساعدة في بسط الامن ايساف المؤلفة من 47 الف جندي من 40 بلدا بتفويض من الاممالمتحدة.