أبدى الرئيس الأميركي جورج بوش والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر، تأييدهما مواصلة الالتزام الدائم في أفغانستان، خلال محادثات في واشنطن خصصت لقمة الحلف المقبلة في بوخارست بين 2 و 4 نيسان إبريل المقبل. لكنهما لم يذكرا التوترات الداخلية في حلف شمال الأطلسي، حول المساهمة بعناصر مقاتلة في أفغانستان، حيث يخوض الحلف معارك دامية مع مقاتلي"طالبان". وقال بوش:"الولاياتالمتحدة ملتزمة بمهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، ونحن ملتزمون باستراتيجية شاملة تساعد القوات فيها على تحقيق الأمن، وفي الوقت ذاته، الازدهار الاقتصادي والتقدم السياسي". أما دي هوب شيفر، فقال خلال مؤتمر صحافي مقتضب بعد اجتماعهما في البيت الأبيض:"الدول ال26 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي منتشرة هناك، وستكون هناك على المدى الطويل"، مضيفاً:"نحن هناك من اجل دعم الرئيس حميد كارزاي والشعب الأفغاني، لكننا هناك أيضاً لأننا نحارب الإرهاب". ولفت إلى أن"لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالخسارة، نحن لم نخسر هناك ولن نخسر". وعاد دي هوب شيفر في الأيام الماضية من مهمة في جنوبأفغانستان، حيث دعا الى التزام دولي اكبر ضمن القوة الدولية، للمساعدة على إرساء الأمن ايساف والتي تعد حوالى 50 ألف عنصر. ولم يتطرق أي مسؤول الى الانتقادات الأميركية الشديدة اللهجة لدول في حلف شمال الأطلسي، امتنعت عن إرسال مزيد من القوات الى أفغانستان، او عن رفع القيود عن قواتها المنتشرة هناك، لكي تتمكن من القيام بدور قتالي. وسبق أن وجه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، الذي تنشر بلاده حوالى 26 ألف عنصر في أفغانستان بما يشمل العناصر خارج ايساف في مطلع شباط فبراير الماضي، رسائل الى نظرائه دعاهم فيها الى بذل جهود إضافية في أفغانستان. واعتبر أيضاً أن تردد بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في إرسال قوات لإرساء الاستقرار في البلاد يؤدي الى صعوبات داخل الحلف. ورد الأمين العام للحلف آنذاك منتقداً"الديبلوماسية العلنية"في مجال الدعوة الى مساهمات اكبر في إرسال قوات، ودعا الى عودة الاتصالات في شكل اكثر تكتماً بين الدول الحليفة. وبحسب مسؤول أميركي كبير رفض الكشف عن اسمه فإن بوش ودي هوب شيفر، بحثا أيضاً عملية اختيار موفد خاص للأمم المتحدة لتنسيق العمليات في أفغانستان. وإذا كان القسم الأساس من المحادثات تناول مسألة أفغانستان فإن بوش ودي هوب شيفر أكدا أيضاً أن القمة المقبلة للحلف الأطلسي في رومانيا ستركز على دور الحلف في كوسوفو المستقل، واحتمال ضم كرواتيا وألبانيا ومقدونيا الى الحلف والمشروع الأميركي لنشر الدرع المضادة للصواريخ. ويشارك الرئيس الأميركي في بوخارست في آخر قمة لحلف شمال الأطلسي قبل مغادرته البيت الأبيض. في المقابل، اختلف دي هوب شيفر مع تقويم للاستخبارات الأميركية، اعتبر أن الحكومة الأفغانية تسيطر على 30 في المئة فقط من البلاد، وان طالبان تسيطر على عشرة في المئة. وأشار التقويم الذي كشف النقاب عنه مايكل مكونيل مدير الاستخبارات القومية الأميركية، الى أن باقي الأراضي الأفغانية تخضع لسيطرة جماعات محلية. وقال دي هوب شيفر:"لا اتفق في الرأي مع هذا التحليل"، من دون أن يقدم تقويماً بديلاً. ولكنه قال إن الأرقام الأميركية لا تتفق مع آراء قادة "إيساف". وشكك أيضاً دي هوب شيفر في ان السيطرة القبلية على أجزاء من أفغانستان، تمثل إخفاقاً للمجتمع الدولي. وأشار الى أن سيطرة القبائل التقليدية وليس طالبان تمثل نجاحاً. وقال في كلمة استضافها معهد بروكينغز لبحوث الرأي:"اي نوع من المجتمعات أفغانستان..انه مجتمع ذو تركيبة قبلية. حكم القبائل لأجزاء كبيرة، وهي تحكم بواسطة هذا النظام، الذي عرفته البلاد منذ عصور لا يعني أننا أخفقنا. انه يعني الى حد ما أننا ناجحون في أفغانستان".