تستعد النقابات العمالية في لبنان المقسومة على نفسها بين الاكثرية والمعارضة الى احياء عيد العمال في الاول من أيار مايو محطة ملتبسة لحشد التأييد لتحرك دعا اليه الاتحاد العمالي العام في السابع من ايار والمتمثل باضراب عام احتجاجاً على الاوضاع المعيشية وطلباً لتصحيح الأجور. وكان وزير المال جهاد ازعور اعلن"أن لبنان كان من بين الأسواق النامية التي لم تتأثر بأزمة الاقتصاد العالمي الأخيرة، كما أن بعض القطاعات لا تزال تجتذب استثمارات وافرة، مثل القطاع العقاري الذي يستقبل مستثمرين عرباً وأجانب يثقون بمستقبل لبنان". ورأى أزعور في مقابلة مع شبكة التلفزة الاميركية"سي ان ان"ان لبنان قادر"على النمو بمعدل سبعة إلى ثمانية في المئة سنوياً بسهولة إذا عادت الأوضاع السياسية إلى الاستقرار"، مؤكداً أن"رهان الاقتصاد اللبناني الحقيقي هو على الموارد البشرية المتمثلة باللبنانيين في الداخل والخارج". وشدد على أن"الحكومة نجحت في إتمام ثلث برنامجها الإصلاحي، وأن لبنان قادر على استعادة موقعه المحوري في المنطقة على رغم بروز منافسين جدد مثل دبي". واستكملت هيئة مكتب"الاتحاد العمالي العام"امس، برئاسة غسان غصن التحضيرات للمهرجان المركزي، الخميس المقبل في مقر الاتحاد، اضافة الى مشاركة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. ووجه الاتحاد نداء الى عمال لبنان و"العاطلين عن العمل"ايضاً للمشاركة في المهرجان"من أجل مستقبل ابنائكم وكرامتكم، ومن اجل البقاء والاستمرار، ومن أجل أجور عادلة وحد ادنى للاجور يحفظ الكرامة". ودعاهم ايضاً الى"المشاركة في الإضراب الوطني العام في كل قطاعاتكم ومناطقكم الاربعاء في 7 أيار، لتكن كلمتكم واحدة، وموقفكم واحداً وصوتكم مدوياً وارادتكم صلبة كما كنتم دائماً ليكون الاول من ايار يوماً للتعبير عن الارادة والحق، وليكن السابع من ايار يوماً لمواجهة الظلم والاستغلال". وصدرت مجموعة مواقف من مكاتب عمالية حزبية ومن هيئات غير نقابية تدعو العمال الى رفض واقع الحال، وبينها"المكتب العمالي القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان"، و"تجمع الاطباء"الذي دعا الى"تظاهرة شعبية تنطلق من ساحة حبيب أبي شهلا، قرب قصر الاونيسكو الخميس"، منتقداً"ممارسات الطبقة السياسية الفاسدة والمهترئة والمرتهنة لمصالح الخارج، وخصوصاً ادارة البيت الابيض الاميركية". ودعت اتحادات قطاعي النقل البري والزراعي في لبنان ونقاباتهما وتعاونياتهما، بعد اجتماع في مقر الاتحاد العمالي"القوى النقابية كافة الى توحيد الصفوف والارتفاع الى مستوى المسؤولية النقابية في معركة تصحيح الأجور وكبح جماح فلتان الأسعار، كمدخل لانتزاع هذا الحق من جهة، ومن جهة أخرى التلاقي لمعالجة جدية ومسؤولة لكل التراكمات والأخطاء التي صنعتها السلطة وتستمر بتمرير سياساتها على حساب الوطن والمواطن، وذلك من خلال المشاركة الكثيفة للسائقين والمزارعين في مهرجان يوم العمال الخميس وفي الإضراب العام الاربعاء". ودعت"نقابة مستخدمي الفنادق والمطاعم والمقاهي"و"نقابة الطهاة في لبنان"، الى"المشاركة في كل التظاهرات والمطالب والاعتصامات العمالية لوضع حد لهذا الغلاء الفاحش والمطالبة بزيادة الحد الادنى للاجور".وانتقد"اتحاد نقابات عمال البناء والاخشاب"مواصلة"القيادات السياسية - موالاة ومعارضة النهج نفسه الذي اعتمدته وما زالت، المدمر للوطن والمواطن". وحضت على ان يكون الاول من أيار هذا العام"حافزاً لكل اطراف الحركة النقابية لتوحيد موقفها في معركة تصحيح الأجور ورفع حدها الادنى في 7 أيار الجاري". ودعا"اتحاد نقابات العمال والموظفين في محافظة بيروت"الى"أوسع مشاركة منظمة في الإضراب العام الوطني الأربعاء تعبيراً عن الغضب واحتجاجاً على السياسات الاقتصادية والاجتماعية الظالمة ومن اجل تصحيح الأجور ورفع الحد الأدنى استناداً الى مطالب الاتحاد العمالي العام". وأيدت"نقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي"دعوة الاتحاد العمالي العام إلى الإضراب العام. وشدد رئيس"نقابة مستخدمي وعمال المدارس الرسمية في لبنان"محمود شكر على ضرورة المشاركة فيه. وفيما دعا"الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين"الى"انشاء نقابات تمثل مصالح العمال واتحاد عمالي عام لا مكان لأزلام السلطة القديمة أو الجديدة فيه"، أيدت"نقابة عمال البناء ومشتقاتها في بيروت وجبل لبنان"، المشاركة في التحركات المطلبية.