تستعد صربيا لانتخابات اشتراعية مبكرة حاسمة في 11 أيار مايو المقبل تتنافس فيها جبهتان، الأولى تضم الإصلاحيين وتدعو الى التعاون مع الغرب وعقد الاتفاقات مع الاتحاد الأوروبي على رغم مواقفه المؤيدة لاستقلال كوسوفو، والثانية تشمل القوميون الذين يفضلون العلاقات الواسعة مع روسيا في حال عدم اعتراف الأوروبيين بأن كوسوفو جزء من أراضي جمهورية صربيا. ودعت الحكومة الائتلافية الصربية برئاسة القومي المعتدل فويسلاف كوشتونيتسا الى هذه الانتخابات، بعدما أخفقت في التوصل الى نهج لها للتعامل مع الاتحاد الأوروبي بسبب الانقسام الشديد بين طرفيها: الإصلاحي الذي يرى أن من مصلحة البلاد مواصلة الاندماج مع الاتحاد الأوروبي، على رغم قراره إرسال بعثة أمنية تابعة له لدعم استقلال كوسوفو، وطرفها القومي الذي يعتبر أن عقد الاتفاقات غير الشاملة لكوسوفو مع الاتحاد الأوروبي ستكون بمثابة قبول صربيا بانفصال هذا الإقليم عن أراضيها. وتمت الدعوة الى هذه الانتخابات المبكرة كي يقرر الشعب خياره بالنسبة للجانبين، وتجمع الإصلاحيون الأوروبيون في تكتل انتخابي واحد يقوده رئيس الجمهورية بوريس تاديتش ويضم: الحزب الديموقراطي ومجموعة الخبراء الأوروبيين وحركة النهضة الصربية والأقليتين الهنغارية والبوشناقية المسلمة، في حين استعد القوميين للانتخابات عبر ثلاث قوائم: الأولى راديكالية متشددة والثانية للحزب الديموقراطي الصربي معتدلة والثالثة للحزب الاشتراكي الصربي على النهج القومي الاشتراكي الذي وضعه الرئيس الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش. وتشير الاستطلاعات الى تقدم القوميين على الإصلاحيين بعشرة مقاعد في البرلمان الصربي الذي يضم 250 نائباً، لكن المراقبين يعتبرون دائماً الاستطلاعات الانتخابية في منطقة البلقان غير دقيقة. ولا يشكل استقلال كوسوفو قضية رئيسية في الدعايات الخاصة بأطراف هذه الانتخابات، لأن تعتبر كلها كوسوفو اقليماً ضمن أراضي جمهورية صربيا، ولذا فإنها تعارض الاستقلال الذي أعلنه الألبان وتؤكد عدم اعترافها به، كما انها متفقة على ضرورة إجراء الانتخابات في الإقليم أسوة بأنحاء صربيا، على رغم معارضة الإدارة الدولية إجراءها في المناطق الصربية من كوسوفو. لكن اللافت دائماً، ان الحملات الانتخابية في صربيا تسلك سبيلاً ديموقراطياً وتخلو من الصدامات والمواجهات، على رغم الخلافات الشديدة بين الأطراف المتنافسة فيها وهي حال الحملة الراهنة للانتخابات المقبلة حتى الآن مع أهميتها المصيرية لمستقبل كوسوفو، وهو ما تنطبق عليه التقاليد الصربية المتوارثة"معارك الصرب بينهم بالصراخ ومع غيرهم بالموت والدمار".