تجرى في جمهورية صربيا غداً، انتخابات اشتراعية هي الأولى من نوعها بعد انفصال جمهورية الجبل الأسود عن اتحادها مع صربيا واستقلالها، فيما ينظر المراقبون اليها بأنها ستكون حاسمة في الحل النهائي لقضية كوسوفو والاستقرار في البلقان. ويشارك في هذه الانتخابات ستة ملايين وپ652 ألف مواطن مسجل اسمه في اللوائح الانتخابية، بينهم نحو 31 ألف ناخب من سكان صربيا يعيشون في الدول الأخرى سيقترعون في 51 مركزاً انتخابياً. وتجرى هذه الانتخابات في اقليم كوسوفو، باعتباره لا يزال بحسب القوانين الدولية ضمن حدود جمهورية صربيا، وسجل صرب الإقليم وقسم من الغجر والأقليات العرقية الأخرى أسماءهم في اللوائح الانتخابية، فيما واصل الألبان اتباع النهج الذي سلكوه منذ 17 عاماً بمقاطعة كل الانتخابات والفعاليات الصربية، إلاّ أن الألبان الذين يقيمون في جنوب صربيا أعربوا عن رغبتهم المشاركة في هذه الانتخابات اقتراعاً وترشيحاً وقدموا لائحة مرشحين لعضوية البرلمان خاصة بهم. وتشارك في الانتخابات عشرون قائمة تضم 3795 مرشحاً يتنافسون على 250 مقعداً يتكون منهم البرلمان الصربي. وأظهرت آخر استطلاعات الرأي التي نشرت أمس، أن القوميين المتشددين سيحافظون في هذه الانتخابات على قوتهم البارزة في البرلمان المنتهية ولايته، اذ سيحصل"الحزب الراديكالي الصربي"بزعامة فويسلاف شيشيلي المعتقل في سجن محكمة لاهاي والذي جاء اسمه على رأس قائمته، على 35 في المئة من أصوات الناخبين. وحل"الحزب الديموقراطي الصربي"بقيادة رئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا ثانياً، 23 في المئة تلاه"الحزب الديموقراطي"الذي يتزعمه رئيس الجمهورية بوريس تاديتش 19 في المئة، ولوحظ أن"الحزب الاشتراكي الصربي"الذي قاده الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش حتى وفاته العام الماضي في محكمة لاهاي، حل في المرتبة قبل الأخيرة 5 في المئة تليه"مجموعة الخبراء الإصلاحيين"على 4 في المئة. وإذا تطابقت نتائج الانتخابات مع هذه الاستطلاعات التي نشرتها صحيفة"غلاس يافنوستي"المستقلة الصادرة في بلغراد والواسعة الانتشار، فإن القوميين المتشددين والمعتدلين سيسيطرون على أكثر من ثُلثي مقاعد البرلمان الصربي الجديد، وهي تماثل التوزيع السياسي الذي كان عليه البرلمان السابق، ومنح كوشتونيتسا قومي معتدل رئاسة الحكومة طوال فترته البالغة أربع سنوات. وتأجل إعداد تقرير المشرف الدولي على محادثات الوضع النهائي لكوسوفو مارتي اهتيساري، كما تأجل استئناف مفاوضات انضمام صربيا الى الاتحاد الأوروبي الى ما بعد هذه الانتخابات، باعتباره أن نتائجها ستكون حاسمة في الموقف الصربي الجديد من هاتين القضيتين وغيرهما من الشؤون البلقانية التي تحظى باهتمام دولي كبير. وعلى رغم أنه لا يوجد خلاف بين الفئات السياسية الصربية الرئيسة القومية والإصلاحية في الرفض القاطع لانفصال اقليم كوسوفو عن صربيا واستقلاله، وأيضاً انضمام صربيا الى الاتحاد الأوروبي والتعاون من أجل استقرار البلقان، فإن الأوروبيين والأميركيين يعتبرون الإصلاحيين الذين يمثلهم رئيس الجمهورية تاديتش أكثر مرونة من القوميين المعتدلين بزعامة كوشتونيتسا والمتشددين الراديكاليين.