يلتقي الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر اليوم في دمشق رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل لاستكشاف فرص السلام، وذلك بعد لقائه في القاهرة امس قيادات في الحركة قدمت من غزة. ويأتي اللقاء في وقت يعم الحداد والغضب ارجاء قطاع غزة حيث سقط امس ثلاثة شهداء جدد، ليرتفع عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي الى 21 شهيدا خلال 24 ساعة، يضاف اليهم شهيدان في الضفة الغربية، ما دفع البيت الابيض ورئاسة الاتحاد الاوروبي الى التعبير عن القلق من تصاعد العنف. راجع ص 5 ومن المقرر ان يصل كارتر اليوم الى دمشق حيث يلتقي الرئيس بشار الاسد. واكدت مصادر متطابقة ل"الحياة"ان كارتر سيلتقي مشعل بعد ظهر اليوم في مكتبه في دمشق، بحضور اعضاء في المكتب السياسي للحركة والوفد المرافق للرئيس الاميركي السابق. وعلم ان اللقاء سيتضمن البحث في التهدئة بين"حماس"واسرائيل، وصفقة اطلاق الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت. وكان كارتر التقى في القاهرة الرئيس حسني مبارك ورئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان، قبل أن يجتمع لمدة ساعتين مع وفد من"حماس"يضم محمود الزهار وسعيد صيام وأحمد يوسف بحضور مصري، ثم عقد اجتماعا منفردا مع وفد"حماس"الذي التقى لاحقاً الوزير سليمان. وعلمت"الحياة"ان اجواء الاجتماع كانت ايجابية ومريحة، وان وفد"حماس"أجاب عن اسئلة طرحها كارتر، كما شرح له موقف الحركة من التهدئة وأسباب عرقلتها وإمكان التوصل إليها ورفع الحصار عن قطاع غزة وتشغيل المعابر والمصالحة الوطنية وقضايا الحوار وملف شاليت. في غضون ذلك، اعلن الرئيس محمود عباس الذي يقوم بزيارة لروسيا امس ان مؤتمر موسكو للسلام سيعقد في حزيران يونيو المقبل، فيما تحفظت وزارة الخارجية الروسية عن تحديد موعد نهائي للمؤتمر بسبب عدم إعلان كل الأطراف موافقته على الحضور. من جانبه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت أن احتمالات التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حتى نهاية العام الحالي ازدادت، مضيفا ان قضية القدس لم تطرح بتاتاً في المفاوضات، وتوعد"حماس"بمواصلة الحرب ضدها. ورفعت حال التأهب في اسرائيل عشية عيد الفصح الذي يبدأ بعد غد، وفرض الجيش إغلاقاً تاماً على الضفة تحسباً لهجمات، خصوصا بعد المجزرة التي ارتكبها في قطاع غزة وراح ضحيتها 21 فلسطينيا، والتي دفعت البيت الابيض الى الاعراب عن قلقه من تصاعد العنف، اذ قال الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي غوردون جوندرو:"قلقون من العنف الدائر، لكن لاحظوا ان الاسرائيليين والفلسطينيين يواصلون مناقشة سبل"التوصل الى سلام. كما اعربت رئاسة الاتحاد الاوروبي عن"قلقها البالغ"من تصاعد العنف في غزة وجنوب اسرائيل، ودعت الى ضبط النفس والى حل سلمي وشامل للوضع في غزة.