اعلن الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر ان حركة (حماس) ابلغته موافقتها على قيام دولة فلسطينية في حدود العام 1967في اطار اي تسوية مستقبلية مع (اسرائيل) بشرط ان يوافق الشعب الفلسطيني على ذلك من خلال استفتاء عام. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده كارتر في فندق الملك داود بالقدس امس، واجمل فيه نتائج جولته الاستطلاعية في المنطقة التي استمرت من 13إلى 21نيسان - ابريل الجاري وشملت كلا من (اسرائيل) والاراضي الفلسطينية ومصر والمملكة وسورية والاردن. وحسب كارتر فان (حماس) التي التقى على مدار الايام الماضية رئيس مكتبها السياسي وقادتها في دمشق وقطاع غزة، وكذلك في الضفة الغربية، اشترطت تحقيق المصالحة الوطنية مع حركة فتح قبل إجراء ذلك الاستفتاء. وقال كارتر: ان (حماس) تعهدت بان لا تعرقل الجهود السياسية لرئيس السلطة محمود عباس الرامية إلى التوصل لاتفاق سلام مع (اسرائيل) بشرط ان يكون الاتفاق مقبولا لدى الشعب الفلسطيني. وفيما يتعلق بصفقة تبادل الاسرى، قال كارتر انه عرض على قادة (حماس) صفقة سريعة تطلق (اسرائيل) بموجبها سراح 41من قادة (حماس) و 10وزراء سابقين بالإضافة إلى جميع النساء والأطفال من السجون الإسرائيلية مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط. غير ان حركة (حماس) رفضت العرض. ونوه كارتر إلى موافقة (حماس) على نقل رسالة من الجندي شاليط إلى عائلته، كبادرة حسن نية. يشار إلى ان (حماس) تصر على ما طرحته سابقا وهو ان تشمل الصفقة اطلاق سراح 1400أسير مقابل شاليط. او ان تطلق (اسرائيل) 400أسير من ذوي الاحكام العالية مقابل الجندي الاسير. وفيما يتعلق بالهدنة، قال كارتر انه اقترح على قادة (حماس) هدنة متبادلة لمدة 30يوما لكن هذا العرض قوبل بالرفض حيث قالت (حماس) "إنها لا تثق بأن توقف (اسرائيل) عدوانها على الضفة الغربية وقطاع غزة اذا وافقت هي على التهدئة."وبالنسبة لفتح المعابر، لفت كارتر إنه عرض إعادة فتح معبر رفح على أن يكون بوجود مراقبين أوروبيين، وقد وافقت حركة (حماس) على ذلك. وحول الانتقادات الاسرائيلية الموجهة اليه بسبب لقائه قادة (حماس) ورئيس مكتبها السياسي، قال كارتر: "لسنا هنا كوسطاء أو مفاوضين فنحن لا نملك الصلاحيات، وإنما جئنا لنستطلع الأمور، ولا أظن المشكلة تكمن في لقائي مع (حماس) في سورية، وانما تكن المشكلة في أن الولاياتالمتحدة ترفض لقاء الأطراف ذات العلاقة -اي (حماس)". واضاف: "هناك شعور عام بأنه لم يطرأ أي تقدم في محادثات السلام منذ مؤتمر أنابوليس. فمنذ ذلك الوقت ازداد الوضع سوءا بسبب الحصار المشدد على غزة وبناء المزيد من المستعمرات وإقامة المزيد من الحواجز." ولفت كارتر إلى وجود اتصالات بين (اسرائيل) وحماس رغم أن (اسرائيل) تنكر ذلك. وقال: "معلوم لدى الجميع أن هناك نقاشات بشكل مباشر بين (اسرائيل) وحركة (حماس) بوساطة مصرية". وفيما يخص مشاركة سورية وحماس في العملية السلمية قال كارتر: "لا أعتقد أن هناك احتمالا لقيام اتفاق سلام دون مشاركة (حماس) وسورية لأن استثناءهما يوسع دائرة العنف وسوء التفاهم والعداء". من جانبه أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن هواية إسرائيل هي العدوان وقتل الأطفال وقال في مؤتمر صحافي عقده في دمشق بعد ساعات من عقد كارتر مؤتمرا صحافيا في "إسرائيل" إن من يريد ايقاف شلال الدم في المنطقة عليه أن يوقف العدوان الإسرائيلي، مشددا على أن ما تفعله حماس رد فعل للفعل الإسرائيلي. و أضاف مشعل إن حركة حماس ستوافق على اتفاق سلام مع "إسرائيل" شريطة عرضه على استفتاء شعبي فلسطيني، مطالباً في الوقت نفسه بأن يشمل الاتفاق انسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وإزالة المستوطنات الإسرائيلية، وضمان حق العودة للفلسطينيين، وعدم الاعتراف بإسرائيل. وكشف مشعل عن أن حماس رفضت طلب كارتر بإيقاف إطلاق النار في غزة لمدة شهر واحد كبادرة حسن نية، معللاً ذلك بأن حماس سبق وتوقفت عن القتال لكن إسرائيل استمرت في عدوانها، مشدداً على ضرورة أن تكون التهدئة متبادلة وشاملة، وأضاف مشعل إن حماس تتابع المفاوضات مع الوسطاء بشأن إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي شاليط، وأشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى أن الحركة وافقت على طلب كارتر بأن يوجه الجندي شاليط رسالة إلى عائلته، لاعتبارات إنسانية وفيما إذا كان هناك مبادرة جديدة للمصالحة بين فتح وحماس نفى مشعل وجود أي مبادرة جديدة، مؤكدا أن آخر المبادرات كانت من الطرف اليمني وقد أجهضت بفضل الجهد الأمريكي الإسرائيلي و فريق في الأراضي الفلسطينية على حد قوله. وعن استبعاد مصر لحركة حماس في تشكيل الحكومة القادمة بعد أجراء المصالحة دعا مشعل أصحاب هذا التصريح بالتريث والتروي وأشار إلى أن حماس طرف أساسي ولا يمكن استثناؤه، مؤكدا في الوقت نفسه على أن المشكلة ليس في حماس بل في إسرائيل والاحتلال والتدخلات الخارجية .