اجتمع الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في دمشق أمس مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، عقب لقائه أمس الأول في القاهرة وفدا من قادة الحركة قدموا من قطاع غزة. وقال كارتر في كلمة بالجامعة الأميركية في القاهرة عقب إجرائه محادثات مع القياديين في حماس محمود الزهار وسعيد صيام، إن زعماء الحركة الذين التقى بهم حتى الآن أبلغوه أنهم سيقبلون اتفاقا للسلام مع إسرائيل يتوصل إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر التفاوض إذا وافق عليه الفلسطينيون في استفتاء عام.وشدد الرئيس الأميركي الأسبق على ضرورة إشراك حماس في أي ترتيبات قد تؤدي إلى السلام، مشيرا إلى وجود بعض المسؤولين الإسرائيليين المستعدين للاجتماع مع حماس، معربا عن أمله أن يحدث ذلك في المستقبل القريب. ووصف كارتر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة بأنه جريمة وعمل وحشي قائلا إن الناس يموتون جوعا وتلك وحشية ترتكب كعقاب للناس في غزة إنها جريمة وأظن أن استمرارها أمر بغيض.واعتبر أن المحاولات الأميركية والإسرائيلية لتقويض حماس عبر جعل الحياة في غزة أسوأ من الضفة الغربية تأتي بنتائج عكسية. وقبل اجتماعه مع الرئيس الأميركي السابق ولدى وصوله مصر قادما من معبر رفح، أشاد الزهار باللقاء المرتقب وقال إن كارتر استطاع أن يكسر كل القيود الإسرائيلية التي أرادت أن تحول بينه وبين حماس. ووصف في مقال نشرته واشنطن بوست آراء كارتر بأنها دفعة معنوية موضع ترحيب.وكتب عملية للسلام مع الفلسطينيين لا يمكن أن تخطو حتى خطوتها الأولى الصغيرة قبل أن تنسحب إسرائيل إلى حدود عام 1967 وتفكك كل المستوطنات وتسحب كل الجنود من غزة والضفة الغربية وتتراجع عن ضمها غير المشروع للقدس وتطلق سراح جميع السجناء وتنهي حصارها لحدودنا الدولية وسواحلنا ومجالنا الجوي إلى الأبد. وشبه ما يقوم به سكان غزة في غزة بما قام به اليهود في وارسو ضد النازي في الحرب العالمية الثانية، وكتب تظل المقاومة الخيار الوحيد أمامنا قبل 65 عاما انتفض سكان حي اليهود الشجعان في وارسو دفاعا عن أهلهم ونحن أبناء غزة الذين نعيش في أكبر سجن مفتوح في العالم لا يمكن أن نفعل أقل من ذلك.