فجّر قرب عودة "جبهة التوافق" الى الحكومة خلافات داخل مكوناتها الثلاثة "الحزب الاسلامي" و "مجلس الحوار الوطني" و"مؤتمر اهل العراق". وفيما أعلنت الجبهة ترشيح زعيم"مجلس الحوار"خلف العليان والقيادي في"الحزب الاسلامي"رافع العيساوي لمنصب نائب رئيس الوزراء هدد العليان بالانسحاب من"التوافق"والانضمام الى"تكتل غير طائفي". ودخلت مكونات الجبهة الثلاثة مرحلة التفاوض والمساومات لتقاسم حصصها الوزارية بعد الاتفاق على العودة للمشاركة في حكومة نوري المالكي. وكان لافتاً غياب العليان عن الاجتماع الذي عقدته"التوافق"الاربعاء الماضي في منزل نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، زعيم"الحزب الاسلامي"الذي خصص لمناقشة آلية عودة الجبهة الى الحكومة خلال ايام، وبرر مقربون من العليان عدم مشاركته في الاجتماع بالاحتجاج على ما وصفه ب"الطائفية الموجودة في الجبهة". واتهم القيادي في"الحزب الاسلامي"النائب سليم عبدالله الجبوري زعيم"مجلس الحوار"، الذي اعلن عزمه الخروج من الجبهة، بالضغط على"التوافق"في سبيل الحصول على مكاسب شخصية. وقال الجبوري ان"مشروع الانسحاب هذا كان مطروحاً منذ نحو اسبوع"مشيراً الى ان"الجبهة كانت قد قدمت العليان مرشحاً عنها لشغل منصب نائب رئيس الوزراء عند تشكيل حكومة المالكي قبل نحو عامين غير ان الكتل الاخرى رفضته". واثار ترشيح العليان لمنصب نائب رئيس الوزراء، بدلاً من سلام الزوبعي، خلافاً داخل"التوافق"، إذ أعلن رئيس"مؤتمر اهل العراق"عدنان الدليمي أمس أن"الجبهة رشحت اثنين لمنصب نائب رئيس الوزراء، هما: خلف العليان ورافع العيساوي، والأمر متروك للحكومة في الاختيار"مضيفاً ان"الجبهة انتهت من تسمية وزرائها المرشحين للعودة إلى حكومة المالكي، وسيتم الإعلان عنهم بعد عودة رئيس الوزراء من بروكسيل إلى بغداد". وذكر النائب عن"مجلس الحوار"طه اللهيبي ان عدم مشاركة زعيم المجلس في الاجتماع الاخير لمكونات"التوافق"يعود الى سفره الى خارج العراق، مشدداً على ان كتلته لم تنسحب حتى الآن من الجبهة، وان ما ادلى به خلف العليان من تصريحات تمثل وجهة نظره الشخصية، لافتا الى ان ستة من اعضاء المجلس قرروا البقاء في الجبهة. وكان العليان اتهم أول من امس"الحزب الاسلامي"بالطائفية وقال:"طالما ان هذا الحزب موجود في الجبهة فإنها تتهم بالطائفية. وحتى تنتهي هذه الحجة قررنا الانسحاب". واضاف:"بمقدورنا ان نشكل جبهة اخرى قائمة على اساس وطني، والخيارات المطروحة كثيرة في حال انسحابنا. فهناك جبهة الحوار وكتلتا الفضيلة والصدر وغيرها، سواء كانت كردية او شيعية او سنية او تركمانية. ونحن نريد ان نكون في كتلة لا تقوم على اساس طائفي او عرقي". من جهته اصدر"الحزب الاسلامي"بياناً امس قال فيه إن"نواباً في جبهة التوافق، يمثلون مؤتمر اهل العراق ومجلس الحوار والحزب الاسلامي، بحثوا في الاوضاع الداخلية للجبهة والمفاوضات الجارية مع الحكومة لعودة وزرائها". وشدد البيان على ان الحضور"اكدوا مجدداً ولاءهم لجبهة التوافق وعلى وحدة الصف ورضاهم عن الطريقة التي اديرت فيها المفاوضات مع الحكومة". وقال النائب المستقل عن"التوافق"ظافر العاني ل"الحياة"ان"العمل جار داخل الجبهة لوضع اللمسات النهائية على قائمة الاسماء المرشحة بعدما اصبح موضوع العودة الى الحكومة حتمياً"لافتاً الى وجود"جولة اخيرة من المفاوضات مع الحكومة بعد عودة رئيس الوزراء من بروكسيل". وعن الخلافات حول منصب نائب رئيس الوزراء قال العاني:"ان تلك الخلافات غير جدية. وخلف العليان هو المرشح الاول لهذا المنصب، على رغم وجود مرشحين آخرين. وهناك حوارات داخل الجبهة لحسم هذا الموضوع". واضاف:"اما اذا قرر العليان الانسحاب فلا يمكننا منعه وثنيه عن ذلك. ونحن نحترم آراءه ورغبته في الانتقال الى ما سماه المشروع الوطني. ولكن قد تتغير الترشيحات في حال تم ذلك الانسحاب". وكشف العاني عن مطالب قدمتها"التوافق"للحصول على حقائب وزارية جديدة لم يسمها، مبيناً ان الجبهة"ترى وفي ظل التغيرات الجديدة في الخارطة ان حصتها الوزارية لا تتناسب وحجمها في البرلمان ومجمل العملية السياسية. وهناك ضرورة ملحة لإسناد حقائب وزارية لوزراء ترشحهم جبهة التوافق". يذكر ان"جبهة التوافق"40 مقعداً سحبت وزراءها الخمسة ونائب رئيس الوزراء في آب اغسطس من العام الماضي.