حققت "جبهة التوافق" نجاحا في كسب عشائر سنية لصالح موقفها الرسمي من الحكومة، فيما خلص اجتماع لزعماء من الجبهة وخارجها وممثلين عن تنظيمات عشائرية ومسلحة عقد في الانبار امس، الى قرارات وتوصيات ابرزها حل"مجلس انقاذ الانبار"وفصل احد قادته. وكانت الخلافات نشبت اخيراً بين القادة العشائريين في الانبار على خلفية سعي بعضهم الى تعويض وزراء"جبهة التوافق"المنسحبة من حكومة المالكي. وقال الشيخ عبدالستار ابو ريشة زعيم تنظيم"صحوة الانبار"العشائري ل"الحياة"ان الاجتماع، الذي عقد في الانبار امس بمشاركة غالبية شيوخ عشائر المحافظة وقادة الكتل السياسية الذين انسحبوا من الحكومة وممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية،"خرج بمقررات من بينها الغاء مجلس انقاذ الانبار واستبداله بصحوة العراق، وفصل عضو مجلس الانقاد حميد الهايس من مجلس الصحوة الى جانب طرد الدكتور ثامر العسافي، عضو هيئة علماء المسلمين في الانبار، على خلفية اتهامه بقضايا الفساد ودعم المطالبة الشعبية بتفعيل المصالحة الوطنية بين الكتل السياسية وابتعاد الحكومة عن اعتماد المحاصصة الطائفية". واضاف"نحن سنكون وسطاء بين جبهة التوافق والحكومة العراقية للوصول الى حلول ترضي جميع الاطراف". وأكد انه"يرفض وبشدة الاشتراك في الحكومة في وضعها الحالي"موضحاً"نطالب بتقديم موعد الانتخابات المقبلة وعلى اساس عدد الاصوات التي ستحصل عليها ستشارك الحكومة وفق استحقاقها الانتخابي". ورأى بعض المراقبين ان"زعماء جبهة التوافق والحزب الاسلامي يحاولون احتواء عشائر المناطق الغربية لاستعادة قواعدهم الدينية والعشائرية". الى ذلك اكد احد الحاضرين في المؤتمر ل"الحياة"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، ان"ممثلين عن الكيانات المنحلة وبعض قياديي حزب البعث شاركوا في اعمال المؤتمر"مؤكدا"حضور فيصل فرحان العيساوي ممثلا عن حزب البعث فضلاً عن"مشاركة بعض قياديي المقاومة والفصائل المسلحة". وقال ابو علي البغدادي، مسؤول فصائل جيش الحق، ل"الحياة"ان"المطالب التي تنادي بها جبهة التوافق اليوم تمثل رأي تيار شعبي واسع، ويجب على حكومة المالكي النظر اليها بجدية". واضاف"غالبية المشاركين في اجتماع الانبار، لا سيما من ممثلي الكيانات المنسحبة من الحكومة، بدت عليهم علامات الرضى". يُذكر ان من بين المشاركين في المؤتمر النائب رافع العيساوي وخلف العليان وممثلين عن كتلة الحوار والمصالحة التي يتزعمها صالح المطلك. من جهته قال الشيخ علي الحاتم، احد زعماء عشائر الدليم الذي اعد بمساعدة الشيخ حميد الهايس القيادي في مجلس انقاذ الانبار قائمة بوزراء بدلاء، ان"الباب لا يزال مفتوحاً امام جبهة التوافق للتحاور مع الحكومة والوصول الى حلول ترضي جميع الاطراف". واضاف"يبدو ان جبهة التوافق تحاول البحث عن حليف يساندها في الازمة التي تمر بها"مؤكداً ان"ابو ريشة كان اول من هاجم جبهة التوافق عند تسلمها مناصبها الرسمية وفق استحقاقها الانتخابي لكننا نرى ان الحال تبدل وصار عدو الامس حليف اليوم". وشدد على اعتقاده ان"مجلس صحوة الانبار لا يمثل الانبار مطلقاً انما يمثل نفسه فقط". وقال"الحزب الاسلامي عندما تسلم مناصب سيادية في الحكومة الحالية باع مجلس انقاذ الانبار برمته الى القوات الاميركية". وأكد عمار وجيه، الناطق الرسمي باسم الحزب الاسلامي ل"الحياة"ان"توجه مسؤولي جبهة التوافق وقياديي الحزب الاسلامي الى محافظة الانبار ليس بقصد تحقيق مكاسب سياسية جديدة لدعم موقف الجبهة". واوضح ان"الانبار كانت الى وقت قريب من المدن الساخنة الامر الذي عرقل تواصل قادة الجبهة والحزب مع عشائر الانبار". واضاف"الآن وبعدما استتبب الامن في المحافظة زادت زيارات عناصر من التوافق والحزب الاسلامي لاعادة وجودها في المحافظة". وشدد على ان"التوافق ليست بحاجة الى حليف ولا يمكن للجبهة ان تكون واجهة سياسية لعشائر الانبار والاخيرة لا يمكن ان تكون الممثل العسكري للجبهة".