لا تزال التجاذبات حول المرشّح لرئاسة البرلمان العراقي مستمرة، ففيما أكد رئيس"مجلس الحوار الوطني"خلف العليان عدم ممانعته ترشيح أي نائب من"التجمع التنسيقي"حتى"لو كان شيعياً"، جددت"جبهة التوافق"تمسكها بالمنصب، وأكدت"أنها ستتنازل عنه اذا تنازلت بقية الأطراف عن المحاصصة الطائفية". وأكد النائب المستقل عن"جبهة التوافق"حارث العبيدي ل"الحياة"أن"الجبهة تنتظر عودة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي من خارج العراق لعقد اجتماعها وتحديد مرشحها لرئاسة البرلمان". وقال إن"الحزب الاسلامي رشح النائب اياد السامرائي رسمياً للمنصب، وهناك مرشحون آخرون سيتم اختيار احدهم في اجتماع الجبهة الذي لم يحدد بعد"، مشيراً الى أن"الجبهة ستأخذ بالحسبان آراء بقية الكتل حول مرشحيها". وكان البرلمان قبل استقالة رئيسه محمود المشهداني وطلبه الإحالة على التقاعد في جلسة استثنائية عقدها في 23 كانون الأول ديسمبر الجاري ورفع جلساته حتى التاسع من كانون الثاني يناير من العام المقبل، على أن تخصص الجلسة لانتخاب رئيس برلمان جديد خلفاً للمشهداني. وأعربت مصادر برلمانية عن تخوفها من عدم قدرة الكتل البرلمانية التوافق على مرشح محدد وتقديمه في الجلسة المقبلة. وقالت إن الخلافات بين أطراف"جبهة التوافق"وبين الكتل البرلمانية الأخرى على أشدها ولا يمكن حسم الموضوع في جلسة واحدة. وأبدت المصادر تخوفها من تحول الجلسة المقبلة الى جلسة مفتوحة كما حصل قبل ثلاث سنوات عندما استمرت الجلسة المفتوحة لثلاثة أشهر حتى انتخاب الحكومة. وتمسك رئيس"مجلس الحوار الوطني"النائب خلف العليان بالمنصب وأكد أنه"من حق مجلس الحوار"، لكنه قال إن"المجلس لا يريد أن يحتكر هذا المنصب وسندعو كتل الفضيلة والتيار الصدري والجبهة العراقية للحوار والقائمة العراقية والمستقلين لترشيح بدلاء عن المشهداني. وبعد ذلك، سنتوجه لاختيار أفضل المرشحين، ولا يهم أن يكون شيعياً أو سنياً". وأضاف:"رشحنا من جانبنا حسن زيدان من مجلس الحوار الذي يتزعمه صالح المطلك، وأسامة النجيفي من القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي، وعقيل عبدالحسين من التيار الصدري، ونديم الجابري من حزب الفضيلة"، مطالباً"الحزب الاسلامي بأن لا يفكر بالمنصب". من جهتها، رحبت النائب عن"القائمة العراقية"ميسون الدملوجي بترشيح"النائب أسامة النجيفي أو أي نائب من خارج جبهة التوافق والحزب الاسلامي لرئاسة مجلس النواب". ووصفت الأمر بأنه"بداية لتفعيل وثيقة الاصلاح الوطني وانهاء المحاصصة الطائفية والعرقية". وقالت الدملوجي ل"الحياة"إن"طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والامين العام للحزب الاسلامي يتكلم ضد المحاصصة والطائفية من جهة، والحزب الاسلامي يصر على المنصب ويتمسك به من جهة ثانية"، مشددة على ضرورة أن"تكون الشخصية المرشحة لرئاسة البرلمان بعيدة عن المحاصصة الطائفية والعرقية وكفوءة، وأن تتوافق عليها كل الكتل البرلمانية". وقالت إن"هناك ظاهرة يجب إنهاؤها تخص محاولات اختزال السنة بحزب واحد والشيعة بأحزاب معينة". لكن النائب حارث العبيدي أكد أن"المنصب هو من حق جبهة التوافق وفقاً للتوازنات والاستحقاقات التي رافقت العملية السياسية". وأشار إلى أن"التوافق تنازلت عن وزارات مقابل الحصول على المنصب، ونتمنى إنهاء المحاصصة لكنها أمر واقع اليوم". وأوضح أن"المحاصصة لا تنتهي بتنازل أحد الاطراف عن استحقاقاته بل يجب أن يتنازل الآخرون عن استحقاقاتهم أيضاً في الوقت ذاته". نشر في العدد: 16703 ت.م: 27-12-2008 ص: 10 ط: الرياض عنوان: "التوافق" تنتظر عودة الهاشمي لإعلان مرشحيها