يؤكد سكان من مدينة البصرة، الرئة الاقتصادية للعراق، ان الاوضاع الامنية تشهد استقراراً خصوصاً مع سيطرة القوات الامنية على جميع المرافئ على رغم المداهمات التي تستهدف"الخارجين على القانون". ويعبّر مهدي صالح 42 عاما الموظف في الموانئ عن"سروره الكبير بالوضع الحالي فانتشار الجيش أدى الى اختفاء المظاهر المسلحة والعصابات التي كانت تسيطر على تهريب النفط ومشتقاته". ويضيف ان"الموانئ أصبحت حالياً بيد الدولة بعدما كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات فالأمور اصبحت افضل بكثير من السابق، هناك ازدحامات مرورية بسبب التفتيش، لكن المهم هو راحة المواطن وهؤلاء يعملون ليل نهار من أجل ذلك". وتصدّر مرافئ البصرة غالبية الكميات المنتجة من النفط الخام. من جهته، افاد مراسل"فرانس برس"ان الوضع هادئ ومستقر في المدينة فالجيش منتشر في حين تقدّم قوات بريطانية الدّعم للقوات العراقية التي تفرض طوقاً حول منطقة القبلة، جنوب غربي البصرة، منذ ثلاثة ايام. ويمنع دخول وخروج المركبات من القبلة كما يخضع جميع المواطنين للتفتيش وتتولى قوات عراقية دهم المنازل. اما منطقتا الكرمة شمال والحيانية شمال غرب فهما محاصرتان من قبل قوات الجيش العراقي. وتشكل هذه المناطق معاقل للميلشيات الشيعية التي خاضت مواجهة مع القوات الحكومية في اطار عملية"صولة الفرسان"نهاية الشهر الماضي. من جهة اخرى، فتحت الدوائر الحكومية ابوابها ما عدا تلك الواقعة ضمن المناطق المذكورة وكذلك المدارس. لكن لم يتخذ اي قرار في شأن استئناف الدورس في الجامعات والمعاهد. وتشهد السلع التموينية ارتفاعاً حاداً في الاسعار في جميع مناطق البصرة خصوصاً في منطقة الحيانية التي تواجه نقصا في المواد الغذائية بسبب الطوق الامني المفروض حولها. وكانت البصرة شهدت مواجهات دامية منذ 25 الشهر الماضي بين الميليشيات الشيعية والقوات الحكومية تدعمها قوات اميركية ما اسفر عن مقتل المئات واعتقال مئات اخرين. ويفرض الجيش العراقي سيطرته التامة على منطقة شط العرب وخصوصا التنومة شرق حيث تساند بعض العشائر الجيش العراقي ولم تشهد المنطقة استقراراً مثيلاً منذ انتهاء عهد صدام حسين. ويؤكد مسؤولون امنيون حدوث"اعتقالات كثيرة ومصادرة اسلحة ثقيلة ومتوسطة بكميات هائلة خصوصا في منطقة شط العرب". واعلن متحدث عسكري اميركي الاحد ان"قوات الامن العراقية اعتقلت 430 مجرماً بينهم 28 مداناً بحكم الاعدام كانوا فارين في البصرة قبل العملية الامنية". وكانت عشرات الاحزاب الشيعية، وغالبيتها فصائل صغيرة الحجم، خاضت صراعاً دامياً في محافظة البصرة من اجل السيطرة على القرار السياسي والاقتصادي في اغنى محافظاتالعراق كما تنافست في مجال تهريب النفط والممنوعات. من جهته، يقول سمير هاشم 35 عاما وهو سائق ان"الاوضاع جيدة. نشعر بالامان مع انتشار الجيش فلم تعد هناك عمليات اغتيال كما كان يحدث سابقا، وانتهت الجريمة المنظمة كما انتفت المظاهر المسلحة". ويتابع"اتوقع للبصرة ان تكون افضل مدن العراق، لقد انتهت عصابات المخدرات والنفط، نشعر بوجود القانون الان". لكن المدرّسة لمياء ناصر تقول"نشاهد قوات عسكرية في الشوارع تقوم بين الحين والاخر باطلاق النار عشوائيا مما يصيب المارّة بالهلع كما ان كثرة اعداد الجيش قد تؤدي الى نوع من الاستفزاز وهناك تخوف من هذا الوضع". في غضون ذلك، افاد بيان للجيش الاميركي ان عملية"صولة الفرسان مستمرة ودخلت في طور جديد ... بدأ تطهير المعاقل التي كان يسيطر عليها المجرمون، من خلال عمليات تفتيش لكل منزل في حي القبلة"جنوب غربي البصرة. واضاف البيان ان"عمليات التفتيش التي لم يعكرها اي حادث اسفرت عن العثور على كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات"مشيرا الى ان"دور قوات التحالف كان مختصرا جدا، الامر الذي يعكس تنامي قدرة قوات الامن في فرض القانون". واكد ان"قوات التحالف مستمرة في تقديم الدعم الجوي والاستطلاع في البصرة لمدة 24 ساعة في اليوم". واوضح البيان ان"العمليات لم تكن مقتصرة على البصرة، انما امتدت الى منطقة ابي الخصيب جنوب شرقي البصرة حيث اعتقل قائد تنظيم"القاعدة"على حاجز تفتيش للجيش العراقي".