أعرب سبعة خبراء من الأممالمتحدة في مجال حقوق الإنسان في بيان مشترك، أمس، عن "قلقهم العميق" حيال حملة القمع التي تقودها الصين في التيبت، وطالبوا السلطات الصينية بالسماح للصحافيين والمراقبين المستقلين بالدخول بحرية الى المنطقة. جاء ذلك بعدما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أنها تعتزم فتح قنصلية أميركية في التيبت لتتابع عن كثب آخر المستجدات في هذه المنطقة. وقالت رايس أمام الكونغرس:"ندرس إمكان فتح قنصلية في التيبت". وذكرت أن الولاياتالمتحدة دعت القادة الصينيين الى فتح حوار مع القوى المعتدلة في التيبت، وخصوصاً مع الدالاي لاما. وفي وقت سابق، حض الرئيس الأميركي جورج بوش الصين على بدء حوار مع الدالاي لاما. وقال بوش بعد اجتماع مع رئيس وزراء سنغافورة جوه تشوك تونغ:"اتفقنا كلانا على أن بدء حوار مع ممثلي الدالاي لاما من شأنه أن يضع الحكومة الصينية في وضع جيد". وأضاف"إذا مدوا أيديهم للدالاي لاما، فسيجدونه رجلاً رائعاً رجلاً مسالماً رجلاً يناهض العنف". وأبدى الخبراء الدوليون قلقهم حيال"التظاهرات الحالية والمعلومات في شأن عدد الاعتقالات المرتفع في منطقة الحكم الذاتي في التيبت والمناطق المجاورة في الصين". وتابع البيان أن"خبراء الأممالمتحدة قلقون للغاية حيال معلومات أفادت بأن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين وأوقعت قتلى". وذكر الخبراء معلومات"تتحدث عن اعتقال اكثر من 570 راهباً تيبتياً في 28 و29 آذار مارس بينهم أطفال إثر شن قوات الأمن عمليات ضد الأديرة في منطقتي نغابا ودزوج، في منطقة الحكم الذاتي التيبتية". ودعا الخبراء"جميع الأطراف الى ضبط النفس ولزوم اللاعنف"مطالبين ب"إمكان الوصول في شكل واسع وبدون قيود إلى المناطق المعنية بالاضطرابات لجميع الصحافيين والمراقبين المستقلين، وبالالتزام الدقيق بالتنظيمات الدولية في ما يتعلق بمعاملة المتظاهرين والموقوفين". كما"حضّوا الحكومة الصينية على الالتزام الكامل بتعهداتها في ما يتعلق بحرية التجمع والتعبير". ويحمل البيان توقيع مجموعة العمل حول الاعتقالات الاعتباطية، والمقررين الخاصين حول الإعدامات خارج القانون وحرية الرأي والتعبير وحرية الديانة والمعتقد والتعذيب والخبير المستقل حول الأقليات والممثل الخاص الأمين العام للأمم المتحدة حول المدافعين عن حقوق الإنسان. وعبر الخبراء في النص عن"تأييدهم التام للدعوات الى الحوار... من اجل التوصل الى حلول بعيدة المدى تحمي الحقوق الفردية والجماعية وتشجعها في منطقة الحكم الذاتي في التيبت". في بروكسيل، حض الاتحاد الاوروبي زعماء الدول الاعضاء على مقاطعة الحفلة الافتتاحية للالعاب الاولمبية في بكين، ما لم تبدأ الصين محادثات مع الدالاي لاما لحل الازمة. جاء ذلك بعدما أعلن حاكم التيبت تشيانجبا بونتسوج أن إجمالي عدد الذين اعتقلتهم الشرطة الصينية للاشتباه في تورطهم في أحداث الشغب بلغ 953 شخصاً، لكنه قال انهم أقلية لا تمثل شعب التيبت. وقال بونتسوج إن ممثلي الادعاء أصدروا أيضاً أوامر اعتقال رسمية بحق 403 من المعتقلين، وهي خطوة تؤدي في العادة إلى محاكمة رسمية. وأُفرج عن 328 على أساس أن جرائمهم هينة، وان لديهم"اتجاهاً جيداً"في الاعتراف بها، على رغم انه ليس واضحاً إذا كان الأربعة والثلاثون الباقون هم ضمن 953 المعتقلين. في غضون ذلك، أفادت وسائل الإعلام الصينية بأن حوالى 170 راهباً بوذياً قيد الاعتقال الموقت إثر أعمال الشغب. وهؤلاء الرهبان البوذيون جزء من مجموعة من 432 شخصاً اعتقلوا في مقاطعة غانسو، كما أعلن ماو شنغوو القائم بأعمال دائرة الشرطة في منطقة غانان التيبتية التي تتمتع بحكم ذاتي. ووصل الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما إلى طوكيو أمس، في طريقه إلى الولاياتالمتحدة، بينما شدد مصدر حكومي ياباني على أن زعيم حكومة التيبت في المنفى لن يعقد أية لقاءات رسمية مع مسؤولين يابانيين.