استقبل آلاف المنفيين التيبتيين المقيمين في دارامسالا شمال الهند أمس، رئيسة مجلس النواب الاميركي الديموقراطية نانسي بيلوسي التي التقت الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما في المدينة، للمرة الثانية خلال ستة أشهر، بعدما كانت حضرت في واشنطن في تشرين الاول اكتوبر الماضي حفلة تقليد الرئيس الاميركي جورج بوش الدالاي لاما وسام الكونغرس. وخاطبت بيلوسي التي وقفت الى جانب الدالاي لاما الحشد الذي تجمع امام مقر اقامة زعيمه الروحي رافعاً اعلام الهندوالولاياتالمتحدة والتيبت بالقول:"جئنا للقائكم اليوم في مناسبة حزينة لنكشف حقيقة ما يجرى في التيبت، حيث قمعت السلطات الصينية منذ العاشر من الشهر الجاري بالقوة تظاهرات تزامنت مع الذكرى ال49 لنفي الدالاي لاما". وأضافت رئيسة مجلس النواب الاميركي التي تعتبر من اقسى منتقدي سجل بكين في مجال حقوق الانسان:"يشكل الوضع في التيبت تحدياً للضمير الدولي، ويجب ان يعرف العالم ما يجرى فيها"، مؤكدة ان"العالم الحر سيخسر سلطته الاخلاقية في الدفاع عن حقوق الانسان، اذا لم يعارض القمع الذي تمارسه الصين في التيبت". ودعت الى فتح تحقيق دولي في اعمال العنف والاتهامات، التي وجهتها الصين، للدالاي لاما بالوقوف خلفها. لكنها لم تطالب بمقاطعة دورة الالعاب الاولمبية التي تنظمها بكين بدءاً من الثامن من آب اغسطس المقبل، علماً ان البيت الابيض أكد ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيحضر افتتاح الالعاب. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الاميركية:"لن تمنع حوادث التيبت الرئيس من حضور الالعاب الاولمبية، لأنه لا يعتبر الدورة حدثاً سياسياً بل مناسبة للرياضيين للتنافس من اجل بلوغ قمة الانجازات". لكن بيرينو أوضحت ان بوش قال لدى تسلمه دعوة الحكومة الصينية إلى حضور افتتاح الدورة ان"الحدث سيسلط الأضواء على كل ما يتعلق بالصين"، مشيرة الى ان الرئيس الاميركي سيجعل لقاءاته مع القادة الصينيين"اولوية"وسيتحدث"بصراحة كبيرة معهم". تزامن ذلك مع دعوة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس كل الاطراف في التيبت الى"ضبط النفس"، وإعلانها انها ابلغت نظيرها الصيني يانغ جيشي، في اتصال هاتفي اجرته معه لمدة عشرين دقيقة، قلقها من الوضع في التيبت، مشددة على ضرورة الحوار مع الدلاي لاما لمعالجة الازمة.وقالت رايس بعد لقائها وزير الخارجية التايلاندي نوبادوم باتاما:"ندعو منذ سنوات الصين الى محاورة الدلاي لاما الذي نرى انه بطل سلام وليس العنف الذي يعارضه في مقابل مساندته الحكم الذاتي الثقافي لشعب التيبت، من دون المطالبة بالاستقلال، ما يشكل اساساً جيداً لبدء حوار مثمر"، مضيفة:"انها اللحظة المناسبة لإجراء هذا الحوار او لن يجرى ابداً". ميدانياً، ابدى تيبتيون في اقليم سيشوان المضطرب جنوب غربي الصين اعتقادهم بسقوط قتلى كثيرين في اعمال الشغب الاخيرة، ما ينفي زعم بكين بأن اربعة اشخاص فقط جرحوا برصاص الشرطة في الاقليم المجاور للتيبت. وما زالت التوترات عالية في التيبت وسيشوان ومناطق مجاورة اخرى ارسلت الحكومة اليها تعزيزات عسكرية كبيرة. وأفاد شهود بأن سيشوان تزدحم بالقوات التي ينظم بعضها دوريات حراسة، فيما يزاول آخرون بصوت عال حركات الفنون الحربية في الشوارع. وقال راديو"آسيا الحرة"الذي تموله الولاياتالمتحدة ان الفي راهب بوذي ومواطن عادي واصلوا الاحتجاجات في منطقة هونان بإقليم سيشوان، فيما استمر تلفزيون التيبت الرسمي في عرض لقطات لأعمال الشغب التي وقعت الاسبوع الماضي بينها مشاهد لرهبان يلقون حجارة على الشرطة ومحتجين يقتحمون واجهات متاجر، وأعمدة دخان اسود تتصاعد من سيارات محترقة في عاصمة التبت لاسا. وأعلن نيكولا بيكولان من منظمة"هيومن رايتس ووتش"لحقوق الانسان ان عدد الضحايا الفعلي لأحداث التيبت"قد لا يكشف ابداً في ظل الرواية الواحدة للحزب الشيوعي التي ستعتبر الحقيقة التاريخية". وصرحت كايت سوندرز، المسؤولة في الحملة الدولية من اجل التيبت، بأن"الحملة تلقت صوراً لأشخاص قتلوا قرب دير كيرتي في نغاوا"، فيما تنشر مجموعات مؤيدة للتيبتيين منذ ايام صوراً لتظاهرات وأعمال قمع تؤكد ان بعضها يتسم بعنف لا يحتمل. وتتهم السلطات الصينية، مثلما تفعل غالباً، وسائل الاعلام الاجنبية بتشويه الحقيقة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية كين غانغ ان"بعض المقالات لا تتطابق مع الواقع، ونتمنى ان يتحلى الصحافيون بالموضوعية"، علماً ان السلطات تحظر دخول الصحافيين الى التيبت، فيما لا يستطيعون التوجه عملياً الى المناطق التيبتية في محافظات سيشوان وغانسو وكينغاي.