علمت "الحياة" أن القاهرة ترتب لاستضافة حوار يجمع فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل بحث التهدئة مع الإسرائيليين، ولهذا الغرض التقى وفد من حركتي"حماس"و"الجهاد الاسلامي"مسؤولين مصريين في مدينة العريش أمس، في حين يزور رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان إسرائيل الأسبوع المقبل من أجل بحث الأمر مع الإسرائيليين تمهيداً لحوار فصائل المقاومة في القاهرة. وكان سليمان التقى أمس مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش وبحث معه الأمر. وأكدت مصادر مصرية موثوقة أن"القاهرة معنية بتحقيق تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بما يمهد لاستئناف المفاوضات بين الجانبين ويوفر معيشة آمنة للفلسطينيين تتضمن فتح المعابر ورفح الحصار". وقالت ل"الحياة"ان"مصر ستستضيف حوارا للفصائل في القاهرة قريبا"، وربطت بين عقد هذا الحوار ونتيجة الزيارة التي سيقوم بها سليمان لإسرائيل الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن سليمان سيطرح في إسرائيل تهدئة مع"حماس والجهاد ضمن صفقة شاملة تتضمن وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل في مقابل وقف العمليات الإسرائيلية وفتح المعابر وتخفيف الحصار". وأضافت:"القاهرة دعت فتح وحماس للقاء عقد اليوم أمس في العريش... وكان اجتماعا استكشافيا جرى فيه بحث كل القضايا، بما فيها التهدئة والتصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة، ومثّل فرصة للاستماع لآرائهم وتبادل الأفكار ومعرفة السقف الذي يريدونه والذي يمكن التحرك من خلاله حتى يمكن وضع تصور والبناء عليه حين نصوغ التهدئة". وضم الوفد الفلسطيني من قيادات"حماس"محمود الزهار وجمال أبو هاشم، ومن قيادات"الجهاد"محمد الهندي وخالط البطش وجميل عليان. وقال مصدر في"الجهاد"مقرب من أمينها العام رمضان شلح ل"الحياة":"أبلغنا المصريين بأننا نتمسك بتهدئة شاملة كاملة، بمعنى لا اعتقالات ولا اغتيالات سواء في الضفة أو القطاع، فضلا عن رفع الحصار عن غزة". وشدد على أن"الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي لأنه طالما هناك احتلال فهناك مقاومة، وطالما هناك عدوان هناك مقاومة، لذلك الأمر مرتبط بالسلوك الإسرائيلي ومدى تعاطيهم مع المبادرة التي سيحملها الوزير سليمان". من جانبه، أوضح القيادي في"حماس"أيمن طه أن محادثات وفد الحركة والمسؤولين المصريين تناول مسألة التهدئة والقضايا الإنسانية وتسهيل عبور الجرحى والمرضى والحالات الاستثنائية، بالإضافة إلى كيفية إدخال الأدوية والمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية. واضاف ل"الحياة":"تم بحث الموقف الأمني على الحدود بين مصر وقطاع غزة، علاوة على العملية العسكرية الإسرائيلية ضد القطاع". وعن مسألة التهدئة، قال طه:"موقفنا واضح إذ أن التهدئة يجب أن تكون شاملة ومتزامنة مع ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة". وأضاف:"سمعنا من المصريين عن خطة لإدارة معبر رفح، وأوضحنا رؤيتنا لكيفية إدارة المعبر، فنحن لا نعارض وجود للرئاسة من خلال حرس الرئيس، لكن عبر أشخاص مشهود لهم بالنزاهة والوطنية وغير ملوثين بقضايا رشوة وفساد، وأن يكون وجود الأوروبيين في مدينة العريش أو غزة حتى لا يخضعوا لضغوط الإسرائيليين في إغلاق أو فتح المعابر"، لافتاً إلى أن"حماس"أبدت مرونة ولم تتمسك بضرورة أن يكون لها وجود على المعبر حرصا على مصلحة الشعب الفلسطيني. وكان سليمان التقى ولش امس، وقالت مصادر مصرية مطلعة إن اللقاء تناول"ضرورة استئناف المفاوضات، وكانت مسألة التهدئة على رأس أجندة المحادثات". الى ذلك ا ف ب، اعلن مسؤول في الاجهزة الامنية المصرية ان مصر باشرت بناء جدار على طول الحدود مع قطاع غزة بارتفاع 3 امتار لتفادي تكرار تدمير الجدار الحدودي مطلع العام من جانب ناشطين فلسطينيين.