التقى مسؤولون مصريون أمس في مدينة العريش وفداً من حركة "حماس" ضم القياديين محمود الزهار وسعيد صيام وجمال أبو هاشم، وأبلغوه أفكاراً لإعادة تشغيل معبر رفح في إطار عدم إمكان إعادة فتحه في وجود الحركة. وقال مصدر مصري موثوق به إن"المحادثات تناولت قضيتين، الأولى متابعة أمر الفلسطينيين الذين ما زالوا موجودين بشكل غير شرعي منذ الاجتياح الأخير للحدود المصرية وكيفية إعادتهم إلى غزة، والثانية تتعلق بالأفكار حول كيفية إعادة تشغيل معبر رفح"، مشيراً إلى أن رئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان شرح لقيادات"حماس"في اجتماعهم الأخير معه الشهر الماضي في القاهرة أسباب عدم إمكان تشغيل معبر رفح طالما هناك وجود للحركة على المعبر. وأكد"وجود حاجة إلى حدوث توافق بين حماس والسلطة الفلسطينية لإمكان تشغيل المعبر"، موضحاً أن"هناك اتصالات غير مباشرة بين الجانبين من أجل تحقيق ذلك، ومصر تنقل الأفكار بين الأطراف المعنية كافة، وهي حريصة على حل هذه الأزمة وتشغيل معبر رفح من منطلق أنه شريان الحياة بالنسبة إلى الفلسطينيين، كما أن مصر ترفض استمرار عقاب الفلسطينيين وتدعو إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني". من جانبه، أكد القيادي في"حماس"أيمن طه أن الحركة تتمسك بضرورة أن يكون لها وجود على معبر رفح، وقال:"نحن لا نريد العودة إلى اتفاق المعابر السابق، لكننا لا نعارض تنفيذ بروتوكول المعابر الموقع في حزيران يونيو 2005، لكن ليس بحذافيره". وأوضح أن"الحركة لا تعارض وجوداً لحرس الرئاسة على المعبر، شرط أن تتولى تشغيله مجموعة الموظفين الذين كانوا موجودين سابقاً والمقيمين حالياً في غزة، وهم لهم تاريخ مشرف وأصحاب أيادٍ بيضاء". ورحب بوجود المراقبين الأوروبيين شرط أن يكون مقر إقامتهم في العريش أو غزة"حتى لا يخضعوا لضغوط من الجانب الإسرائيلي"، مشدداً على أن"تشغيل المعبر في حاجة إلى آلية جديدة وحلول توافقية بين الأطراف المعنية، وطروحات حماس مرنة ووسطية". ولفت إلى أن اجتماع وفد"حماس"مع المسؤولين المصريين أمس في العريش"يأتي في إطار استكمال الملفات العالقة التي سبق تناولها والاستماع لردود المصريين حول كيفية تشغيل معبر رفح وقضية الحدود ومسألة الحوار". وقال إن"هناك حراكاً إيجابياً في القضايا كلها"، داعياً إلى"ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة حتى لا تتكرر مسألة اجتياح الحدود". وقال:"لا يمكننا إعطاء ضمانات بأن ذلك لن يتكرر لأن المشكلة أصلا هي الاحتلال الإسرائيلي، وإذا رفع الحصار لن تكون هناك الحاجة لتكرار حدوث ذلك"، غير أنه أضاف:"هذا ليس معناه أننا نقطع بإمكان حدوث ذلك ... الشعب الفلسطيني مهدد بالموت وبالأمراض بسبب الحصار، فإلى من سيلجأ سوى إلى شقيقته الكبرى مصر". وعن مسألة التهدئة مع إسرائيل، قال طه:"لا توجد في موقفنا أي تهدئة مجانية. يجب أن تكون التهدئة متزامنة، وأن تكون في الضفة وغزة معاً وأن يتم رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ووقف عمليات الاغتيالات". وعن مسألة تبادل الأسرى وصفقة تسليم الجندي المخطوف في غزة غلعاد شاليت، قال:"نحن قدمنا لائحة تضم 450 اسماً ولا مجال لإبداء أي مرونة في أي من الاسماء التي وردت، لكن إسرائيل ما زالت تتحدث عن الأسماء وعن معايير الإفراج عن هذه الأسماء. والكرة في الملعب الإسرائيلي". من جهة أخرى، أعرب الرئيس المصري حسنى مبارك عن تشاؤمه إزاء فرص المصالحة بين حركتي"فتح"و"حماس". وقال في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية:"للأسف، الوضع لا يدعو للكثير من التفاؤل، فكلا الجانبين يتمسك بموقفه"، مشيراً إلى أن"استيلاء حماس على غزة أدى إلى تعميق الخلافات بينهما". وعن جهود السلام، قال مبارك إن"الأقوال تصدقها الأفعال"، معرباً عن أمله في أن"يتوصل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق سلام في غضون العام الحالي كما وعد الرئيس الاميركي جورج بوش خلال جولته الأخيرة في المنطقة"، غير أنه أكد أن الأمر"يقتضي انخراطاً جاداً من الولاياتالمتحدة وأطراف الرباعية الدولية في عملية التفاوض الصعبة حول قضايا الوضع النهائي". ورأى أن"هناك مؤشرات على تحقيق تقدم بطيء بين فريقي التفاوض، لكن المتابعة خصوصاً من الجانب الأميركي مهمة وضرورية لتذليل ما يعترض المفاوضات من صعاب".