اختتمت يوم أمس في العاصمة الرومانية بوخارست اعمال قمة حلف شمال الاطلسي (ناتو) التي اعتبرت أكبر القمة التي عقدها الحلف بإصدار بيان ختامي اشتمل على النقاط التي تمت مناقشتها وكان ابرزها الملف الافغاني وانضمام دول جديدة للملف (كرواتيا والبانيا) مع تأجيل افغان مقدونيا لمعارضة اليونان كونها تحمل نفس الاسم لاقليم يوناني على ان تتم اجراءات وعدتها للانضمام بعد حل هذه الاشكال، كما تم تأجيل دعوة جورجيا وأوكرانيا الى وقت لاحق للانضمام الى الملف للابقاء على العلاقات الروسية الاطلسية. على ذات المستوى بدأ الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين أمس مناقشات من خلال المجلس الروسي - الاطلسي فيما تحدثت مصادر في أروقة القمة عن وجود اتفاق ضمني امريكي - روسي لتأجيل دعوة انضمام جورجيا وأوكرانيا للملف في مقابل استمرار المباحثات حول الدرع الصاروخي الامريكي المزمع نشره في بولندا. وفي موضوع العراق اكد الملف انه تواجده هناك إنما يأتي في اطار تقديم الدعم اللوجستي والمهام التدريبية للقوات العراقية دون الاشتراك في الاعمال القتالية معلناً في الوقت ذاته عن زيارة سرية برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمقر الملف يوم الاثنين المقبل لمناقشة ما يمكن ان يقدمه حلفا الناتو للعراق في هذا الاطار. وحول ملف كوسوفو اكد البيان الختامي للقمة ان قوات الملف الاطلسي ستستمر في التعاون مع الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي في دعم تنمية واستقرار الدولة المتعددة العرقيات. وعبر بيان قمة الناتو عن قلقه من اعمال العنف في اقليم دارفور معلناً استعداده بعد المشاورات مع الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي لدعم جهودها لحفظ السلام في الاقليم كما اعلن موافقته على طلب الاتحاد الافريقي بتقديم الدعم لمهمة الاتحاد في الصومال. واكد بيان القمة ان ابواب الملف ستبقى دائماً مفتوحة لانضمام الديمقراطيات الاوروبية الراغبة في الانضمام للحلف على أن تفي متطلبات العضوية. من جهته أكد مندوب روسيا الدائم لدى الناتو دميتري روغوزين أن امتناع قمة الناتو في بوخارست عن ضم جورجيا وأوكرانيا إلى خطة الأعمال الخاصة بالعضوية في الناتو لا يجوز أن يحث على إطلاق الهتافات بالنصر. إذ إن هذا القرار كان منتظرا. وقال إننا نقبل كل ذلك بهدوء. ويبدو أن الحجج الروسية قد سمعت، ولكن لم تلعب هي وحدها الدور الحاسم إذ إنه كانت في الناتو مخاوف من أن الحلف سيأخذ مشاكل غيره على عاتقه. وأشار إلى أنه جرت في الحلف مناقشات حادة. واستمرت إلى النهاية العمل على إعداد صيغ لن تجعل أي أحد أن يشعر بأنه مظلوم. وينطلق هذا القرار من التحليل الذي قامت به بلدان الناتو للوضع في جورجيا وأوكرانيا. وطبعا يود الناتو أن يتخذ قرارا سياسيا ساطعا حول منح البلدين الخطة المذكورة، ولكن لم تكن لدى أي أحد الرغبة في جعل وجع رأس الغير وجعا له. علاوة على ذلك - حسب أقوال روغوزين - فإن البلدان الجديدة التي تقبل في الناتو جملة تتخذ دائما داخل الحلف مواقف موالية لأمريكا، وأن اجتذاب سآكاشفيلي ويوشينكو إلى الحلف سيواصل هذه النزعة، وسيتحول الناتو إلى بنية موالية للولايات المتحدة حصرا. ويرى الدبلوماسي أن ذلك لا يمكن إلا أن يزعج أوروبا القديمة - (فرنسا وألمانيا). ولدى التطرق إلى المشاكل القائمة بين روسيا والناتو أشار روغوزين إلى فهم مختلف لفلسفة الشراكة. ومع ذلك أكد أنه لا يجوز إضفاء صفة درامية على أي شيء. لافتا إلى أن تعاوننا يتخطى بعيدا أطر أوكرانيا وجورجيا: فهناك أفغانستان والرقابة على الأسلحة والتعاون المحتمل في إطار الدفاع المضاد للصواريخ. ولدينا التعامل الممتاز مع الناتو إذ إنه لم نبلغ بعد نقطة الخلاف في العلاقات مع الحلف التي لا رجعة فيها. من جانبه سعى رئيس اوكرانيا المؤيد للغرب الى طمأنة روسيا الى ان جهود بلاده للانضمام الى حلف الاطلسي ليست موجهة ضد موسكو. وقال الرئيس الاوكراني فيكتور يوشينكو "ودلتنا لها الحق كاملاً في ان تختار طريق التنمية وحماية أمننا ومصالحنا. ومصالحنا ليست موجهة ضد أي دولة اخرى".