مع تواصل المواجهات بين القوات العراقية و"جيش المهدي"، امس، لليوم الخامس في أنحاء مختلفة في العراق، جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اصرار حكومته على المضي في معركة البصرة ضد المسلحين الى النهاية، معتبراً ان"من يقاتل الحكومة اسوأ من القاعدة". ونقل عن الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر انه طلب من اتباعه عدم القاء سلاحهم، فيما رفضت وحدات في الجيش العراقي في مدينة الصدر مقاتلة"جيش المهدي"في سابقة لا يعرف بعد مدى تأثيرها وامتدادها على المواجهات بين الطرفين. راجع ص5 و6 وبعد الغارات الجوية الأميركية لمواقع المسلحين في مدينة الصدر والبصرة تدخلت القوات البريطانية في المدينة الجنوبية، فقصفت بالمدافع مواقع للمسلحين في شمالها دعماً للقوات العراقية، فيما ارتفعت حصيلة المواجهات الى اكثر من 275 قتيلاً و500 جريح، بحسب مصادر رسمية. وأعلن التيار الصدري، على لسان عدد من مسؤوليه"رفض التيار تسليم السلاح الا لحكومة تطرد الاحتلال"كما قال القيادي في التيار حازم الاعرجي، الأمر الذي كرره قائد"جيش المهدي"في النجف الشيخ زهير الخفاجي الذي قال ان"تسليم السلاح امر مستحيل قبل خروج المحتل من البلاد". ثم أكد الموقف نفسه القيادي في التيار الشيخ حسن الزرقاني الذي أعلن ان الصدر طلب من اتباعه عدم تسليم سلاحهم الى الحكومة، موضحاً ان الاسلحة يجب الا تسلم إلا الى حكومة تستطيع طرد قوات الاحتلال. وجاءت هذه المواقف بمثابة رد على المالكي الذي عرض مكافآت مالية على المسلحين في مقابل تسليم اسلحتهم. وكان المالكي الذي منح قبل يومين المسلحين مهلة حتى الثامن من الشهر المقبل لتسليم اسلحتهم، شن أعنف هجوم على الجماعات المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية في البصرة ووصفها، خلال استقباله بعض شيوخ ووجهاء البصرة، بأنها"اسوأ من القاعدة"متهما هذه الجماعات بأنها تعمل وفقا لاولويات خارجية. وسعى المالكي الى التمييز بين المسلحين الذين يواجهون قوات الأمن العراقية والتيار الصدري موضحاً:"لم نأت الى البصرة لمواجهة حزب او تيار سياسي في اشارة الى التيار الصدري لاننا لا نريد ان ندخل العملية السياسية في مواجهات. وكان تصميمنا على مواجهة هذه العصابات لتخليص البصرة منها". وفي أول اعتراف بمفاجأته بحجم رد المسلحين قال المالكي:"فوجئنا بخروج جهة سياسية بكل اسلحتها المأجورة، فكان لزاما علينا ان نواجه خلافاً لما كان مخطط"، مشدداً على"الاستمرار بمواجهة هذه العصابة في كل شبر في العراق"ولن يتم التراجع عنها. وكان المالكي رفض وساطة مع التيار الصدري قادها رئيس البرلمان محمود المشهداني ورئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري ورئيس"المؤتمر الوطني"احمد الجلبي. وازاء تصلب المواقف بين الجانبين عرض تيار الصدر فيلماً يصور مجموعة من ضباط وجنود سرية تابعة للجيش العراقي يسلمون اسلحتهم الى مكتب الصدر في مدينة الصدر شرق بغداد، وان الاخير رفض تسلم هذه الاسلحة، ودعاهم الى"العودة إلى منازلهم"بعدما أعطى كلاً منهم نسخاً من القرآن. وامتدت المواجهات في يومها الخامس الى كربلاء، حيث أعلن ضابط في الشرطة أن معارك بين مسلحين وقوات الأمن العراقية اندلعت فجرا، وأسفرت عن مقتل 12 عنصراً في صفوف المسلحين. وفي مدينة الصدر، قُتل 75 شخصاً وأُصيب نحو 500 في المعارك الجارية منذ 5 أيام، فيما تعرضت"المنطقة الخضراء"في بغداد الى قصف بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا من دون أي تفاصيل عن الخسائر والأضرار. الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي مقتل اثنين من جنوده السبت بانفجار قنبلة شرق بغداد، من دون أي تفاصيل، ليرتفع الى 4007 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا منذ بداية الغزو الاميركي للعراق في 20 اذار مارس 2003. وكان الجيش الاميركي كثف مشاركته في المواجهات في عدد من مدن العراق، وشنت طائراته غارة ثالثة أمس على أحياء في البصرة ومدينة الصدر، ما أدى الى مقتل وإصابة العشرات. وقال بيان للقوات الاميركية ان الاخيرة قتلت 48 متشددا في اشتباكات منفصلة في بغداد الجمعة. أما الناطق العسكري البريطاني الميجور توم هولواي فأعلن إن القوات البريطانية تدخلت أمس دعماً للقوات العراقية في البصرة فقصفت بالمدفعية مواقع للمسلحين في شمال المدينة.