أعلنت الحكومة العراقية رفعا جزئيا لحظر التجول في بغداد, بعد قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلغاء المظاهر المسلحة في البصرة ومدن أخرى, وهو ما قوبل بترحيب الحكومة غير أن القتال تواصل بين الجانبين. وقالت قيادة عمليات بغداد في بيان إن رفع الحظر بدأ من الساعة السادسة من صباح الاثنين, مضيفة أن حظر سير المركبات بمختلف أنواعها سيستمر في مناطق الشعلة والكاظمية ومدينة الصدر. وجاء القرار, بعد وقت قصير من ترحيب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقرار مقتدى الصدر بإلغاء المظاهر المسلحة. وأعرب المالكي في بيان عن أمله في أن تساهم دعوة الصدر في (استقرار الأوضاع الأمنية وفرض سلطة القانون وتهيئة الأجواء لمواصلة عملية البناء والإعمار). ونفى رئيس الوزراء العراقي أن تكون العملية الأمنية في البصرة تستهدف أي جهة سياسية أو دينية ومن ضمنها التيار الصدري. وفي بيان لاحق أعلن المالكي أنه (تقديرا لمبادرة سماحة السيد مقتدى الصدر, أمر رئيس الوزراء بمنح الأمان وعدم المساءلة القانونية لكل من يلقي السلاح وينسحب). وفي وقت سابق اعتبر المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ أن دعوة الصدر تنم عن (شعور بالمسؤولية), ووصفها بالإيجابية. وقال إن حكومته تتوقع استجابة لتلك الدعوة, متوعدا ب(تنفيذ القانون على من يخالف تعليمات الدولة أولا وتعليمات الصدر). غير أن الدباغ صرح لوكالة رويترز بأن العملية العسكرية لن تتوقف إلى أن تحقق أهدافها, قائلا إنها لا تستهدف الصدريين وإنما من وصفهم بالمجرمين.وجاءت تلك المواقف والتصريحات بعد وقت قليل من إعلان الصدر براءته ممن يحملون السلاح ضد الأجهزة الحكومية ودعوته إلى سحب قواته من الشوارع, حسبما جاء في بيان صدر في النجف وحمل توقيعه وختمه. وقال بيان الصدر (انطلاقا من المسؤولية الشرعية، وتمهيدا لاستقلال العراق وتحريره من جيوش الظلام، وحقنا للدماء وحفاظا على سلامة العراق، تقرر إلغاء المظاهر المسلحة في البصرة وجميع المحافظات).وأضاف (نعلن براءتنا ممن يحمل السلاح ويستهدف الأجهزة الحكومية ومكاتب الأحزاب)، وطالب (بوقف المداهمات والاعتقالات العشوائية غير القانونية، وتطبيق قانون العفو العام، وإطلاق المعتقلين الذين لم تثبت إدانتهم وخصوصا من التيار الصدري). وبدوره رفض حازم الأعرجي أحد مساعدي الصدر تسليم أسلحة جيش المهدي, قائلا إن تياره حصل على ضمانات من الحكومة بإنهاء الاعتقالات العشوائية لأتباع الصدر. ميدانيا قال شهود عيان إن القوات البريطانية اقتربت من مدينة البصرة, غير أن المتحدث باسم تلك القوات نفى عزمها استعادة السيطرة عليها. وأوضح الشهود أن من ثماني إلى عشر عربات مدرعة أقامت نقطة تفتيش عند جسر الزبير جنوبي البصرة لتفتيش السيارات المتجهة إليها. أما المتحدث باسم الجيش البريطاني توم هولواي فقال إن قواته قريبة من المدينة أكثر من الأيام القليلة الماضية بهدف دعم القوات العراقية. وأضاف (لا توجد أي نية لدفع مدرعات بريطانية إلى مدينة البصرة). من جهة أخرى أعلن الجيش الأميركي أن قوة أميركية برية خاصة دعمت للمرة الأولى يوم السبت القوات العراقية أثناء مواجهاتها المستمرة منذ ستة أيام مع مليشيا جيش المهدي. وأوضحت القوات الأميركية في بيان أن العملية العسكرية التي أسفرت عن مقتل 22 مسلحا, تضمنت قصفا جويا استهدف معقلا لعناصر المليشيا غربي البصرة.