أُصيب مكتب طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي في "المنطقة الخضراء" المحصنة حيث مقرات الحكومة والبعثات الديبلوماسية، بقذائف هاون، ما أدى إلى مقتل اثنين من مرافقيه وإصابة خمسة آخرين، وفقاً لابنته لبنى الهاشمي. وقالت لبنى إن والدها نائب الرئيس العراقي كان يصلي عند وقوع القصف. وأكد مسؤول في مكتب الهاشمي الطلب من غالبية الموظفين فيه لزوم منازلهم نتيجة تردي الوضع الأمني في"المنطقة الخضراء". جاء ذلك في حين دعت وزارة الخارجية الأميركية أمس، جميع موظفي السفارة الأميركية في"المنطقة الخضراء"الخاضعة إلى إجراءات أمنية مشددة في بغداد، إلى البقاء داخل المباني المحصنة بعد مقتل أميركيين في هجمات صاروخية خلال الأيام الأخيرة. وأعلنت مصادر رسمية أميركية ليل أول من أمس أن موظفين أميركيين قُتلا وأُصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة في الهجمات الصاروخية التي تعرضت اليها"المنطقة الخضراء"خلال الأيام الأخيرة. وأوضح مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أن أميركياً قُتل في قصف"المنطقة الخضراء"الخميس بينما توفي آخر الاثنين متأثراً بجروح أُصيب بها في قصف الأحد. وصرحت ناطقة باسم الخارجية الأميركية جولي ريزايد في بيان بأن"موظفاً في الحكومة الأميركية هو مواطن أميركي قُتل في اطلاق النار على المنطقة الدولية". وأكدت ريزايد في اتصال هاتفي مع وكالة"فرانس برس"أن"موظفين حكوميين أميركيين قُتلا"في هذه الهجمات. وأضافت أن الوزارة لن تكشف أي تفاصيل عن القتيلين قبل ابلاغ أُسرتيهما. وكان الناطق باسم الوزارة شون ماكورماك أفاد أن"خمسة موظفين في الحكومة الأميركية أُصيبوا بجروح خطيرة وتوفي أحدهم متأثراً بجروحه في 24 آذار مارس". وأشار الى أن المعلومات المتوافرة لديه تشير الى أن القتيل كان متعاقداً مع الجيش الاميركي. وقال إن"مجرمين متطرفين"هاجموا الاحد والثلثاء والأربعاء والخميس بقذائف صاروخية المنطقة الخضراء التي تضم مقري الحكومة العراقية والسفارة الاميركية. وبعد هذه الهجمات، بدأت الخارجية الأميركية اصدار توجيهات الى جميع الموظفين المرتبطين بالسفارة بمن فيهم الديبلوماسيون والعسكريون والموظفون التابعون لوزارة الزراعة وغيرهم، باتخاذ مزيد من الاحتياطات. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية طالباً عدم كشف هويته إنه"طلب من رئيس الموظفين في البعثة داخل المنطقة الدولية البقاء في المباني المحصنة في كل الأوقات باستثناء التحركات لمهمات أساسية". وأضاف أن الذين يؤدون مهمات في الخارج عليهم ارتداء سترات واقية من الرصاص وخوذات باستمرار. وفي غضون ذلك، ذكر مراسلون لوكالة"فرانس برس"أن بغداد بدت اليوم الجمعة مدينة مقفرة بعد قرار القيادة العسكرية منع تجول الآليات والمشاة فيها. واتخذ هذا الاجراء إثر المواجهات العنيفة بين ميليشيا"جيش المهدي"الشيعية والقوات العراقية في عدد من أحياء العاصمة العراقية وفي مدن شيعية جنوبالعراق، وخصوصاً البصرة. وفُرض منع التجول حتى صباح الأحد الماضي. وقال مراسلو"فرانس برس"إن شوارع بغداد خالية والمحلات التجارية مغلقة. وفي مدينة الصدر، معقل"جيش المهدي"الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، تنظم جنازات لضحايا المواجهات التي اندلعت الاربعاء الماضي.