شهدت العاصمة العراقية بغداد أمس موجة تفجيرات جديدة بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، كما تعرضت «المنطقة الخضراء» المحصنة إلى هجمات بصواريخ، تزامنت مع استئناف البرلمان جلساته غير الرسمية. وخلف انفجار 3 سيارات مفخخة في منطقتي المنصور وساحة عدن الواقعتين في جانب الكرخ من بغداد أكثر من 160 قتيلاً وجريحاً، فيما قالت وزارة الداخلية إن صواريخ سقطت على «المنطقة الخضراء» أمس «أطلقت من قاعدة جوالة». والهجومان هما الأكبر في بغداد منذ 17 آب (أغسطس) الماضي عندما فجر انتحاري نفسه وسط حشد من المتطوعين للجيش في مقر وزارة الدفاع القديمة في باب المعظم شمال بغداد. وأدى تفجير سيارة مفخخة قرب ساحة اللقاء في حي المنصور غربي بغداد إلى مقتل 21 شخصاً وجرح نحو 70 آخرين. وبعد ذلك بلحظات، انفجرت سيارتان مفخختان في وقت متزامن في ساحة عدن في حي الكاظمية شمالي بغداد، ما أدى إلى مقتل 19 شخصاً وجرح 65 آخرين. واستهدف الانفجار في حي المنصور مقر شركة «آسيا سيل» للهاتف النقال في ساحة أبو جعفر المنصور، وأدى إلى تدمير مبنى في شكل كامل وألحق أضراراً جسيمة بمبنى مجاور، فضلاً عن احتراق نحو عشرين سيارة، بحسب وكالة «فرانس برس». أما الانفجار في ساحة عدن، فاستهدف منزلاً تتخذه الشرطة مقراً لها، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في المكان واحتراق عدد كبير من السيارات، وإلحاق أضرار بالمنازل المجاورة. وقال شاهد يدعى أبو عبدالله (40 سنة) إن «حافلة ركاب من طراز كيا أوقفها سائقها قائلاً إنه متوجه لزيارة عيادة طبية قريبة من المكان... وبعد دقائق انفجرت الحافلة، ما أدى إلى تدمير المقر والمنازل القريبة». وتسبب الانفجار بحدوث حفرة قطرها ثلاثة أمتار. وانتشرت في مكان الانفجار قطع معدنية وملابس وبقع دماء القتلى. وانتقد أبو عبدالله اتخاذ القوات الأمنية مقار بين المنازل. وتساءل: «كيف يتخذون منزلاً وسط حي سكني مقراً لهم وهم يعلمون تماماً أنهم مستهدفون في أي وقت كان؟». وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن «ثماني قذائف هاون سقطت على المنطقة الخضراء» شديدة التحصين التي تضم مقار الحكومة العراقية وبعض السفارات الأجنبية، بما في ذلك السفارتين الأميركية والبريطانية. ورفض كشف الخسائر المادية والبشرية والمواقع المستهدفة في المنطقة الخضراء، لكنه أشار إلى «تعرض منطقة الكاظمية (الشيعية) إلى قصف بالهاون أيضاً». واتهم تنظيم «القاعدة» ب «الوقوف وراء هذه الهجمات في محاولة لإعادة الاقتتال الطائفي». وحذر من أن «هذه المجموعات ستزيد عملياتها الإجرامية خلال الأيام المقبلة». لكن وكيل وزارة الداخلية الفريق أحمد الخفاجي قلل من هذه المخاوف، معتبراً أن «الهجمات المسلحة انخفضت خلال الشهرين الماضيين». وعزا الهجمات التي تعرضت لها «المنطقة الخضراء» إلى «استخدام الإرهابيين استراتيجية اضرب واهرب»، مشيراً إلى أن «قذائف الهاون التي سقطت أنطلقت من قاعدة جوالة». ونفى أن تكون هناك «منطقة محددة للإرهابيين» يستخدمونها لإطلاق الصواريخ أو قذائف الهاون على المنطقة الخضراء أو غيرها، «لأن كل مناطق بغداد تحت سيطرة القوات الأمنية ولا توجد منطقة تحت سيطرة الإرهابيين». وأكد ل «الحياة» أن «القذائف التي سقطت على المنطقة الخضراء أو الكاظمية يمكن إطلاقها من قاعدة محمولة على متن سيارة أجرة، أو حتى عربة يجرها حصان». وانتقد في شدة «القيادات الأمنية التي تحدثت عن تصاعد الهجمات»، معتبراً أنها «انخفضت في شدة منذ انسحاب القوات القتالية الأميركية» نهاية الشهر الماضي. من جهة أخرى، انفجرت ثلاث عبوات ناسفة في مناطق متفرقة من بغداد. وأدى انفجار عبوة وضعت في سوق شعبية قرب مرآب النهضة في جانب الرصافة من بغداد إلى إصابة 7 أشخاض بجروح متفاوة الخطورة. ونجا ضابط في الاستخبارات العراقية من عبوة ناسفة استهدفته في حي الصالحية، فيما اغتيل قائد صحوة الغزالية مؤيد الأعظمي بعبوة لاصقة وضعت في سيارته، كما تم اغتيال شيخ عشيرة البو علوان الشيخ صالح العلواني الذي يعمل موظفاً في وزارة الخارجية في منطقة أبو غريب بالطريقة ذاتها.