في هجوم تبناه "الجيش الاسلامي" في بيان نُشر على شبكة الانترنت، قُتل أربعة متعاقدين آسيويين في قصف صاروخي استهدف مبنى السفارة الأميركية في "المنطقة الخضراء" وسط العاصمة العراقية. جاء ذلك في حين أعلن الجيش الاميركي مقتل ثلاثة من جنوده في هجومين منفصلين بعبوات استهدفت دورياتهم في بغداد. وأوضح البيان أن"مجندة أميركية توفيت متأثرة بجروح شديدة أُصيبت بها نتيجة انفجار عبوة استهدفت آليتها في غرب بغداد". وأضاف أن"جنديين آخرين قُتلا وأُصيب عدد آخر في انفجار عبوة استهدفت دوريتهم اثناء حملة تفتيش في احد احياء العاصمة الجنوبية بحثاً عن مصانع تفخيخ". وأكد الجيش أن"الدورية كانت تقوم بعمليات بحث عن متفجرات في الحي عندما انفجرت العبوة بهم". وتنفذ قوات الامن العراقية والاميركية خطة"فرض القانون"الامنية في بغداد بمشاركة 85 الف عسكري منذ منتصف شباط فبراير الماضي لاستعادة السيطرة في شكل كامل على العاصمة، مما جعلها تتعرض الى هجمات بعبوات هي الاكثر خطورة في شوارع بغداد. وبمقتل هؤلاء الجنود الثلاثة يصل الى 3352 عدد الجنود والموظفين الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ غزوه في آذار مارس عام 2003، وذلك بحسب حصيلة اعدتها وكالة"فرانس برس"استناداً الى ارقام وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون. من جهة ثانية، أعلنت السفارة الاميركية في بغداد مقتل أربعة متعاقدين آسيويين هم هنديان وفيليبني ونيبالي، في"هجوم صاروخي"على"المنطقة الخضراء"وسط بغداد. وكانت السفارة ذكرت سابقاً أن الاربعة هم فيليبينيون إلا أنها صححت تلك المعلومات في وقت لاحق. وجاء في بيان للسفارة:"في أعقاب رسالة التعزية الأولية صباح اليوم ... علمنا أن القتلى هم مواطن فيليبيني واثنان من الهند وواحد من نيبال. وكان الاربعة يعملون كمتعاقدين مع الحكومة الاميركية". وتتعرض"المنطقة الخضراء"المحصنة الى هجمات باستمرار تنفذها جماعات مسلحة سنية وشيعية على حد سواء. وقُتل المتعاقدون الاربعة في اليوم ذاته الذي حذر فيه ناطق باسم الجيش الاميركي من أن"المتمردين قد يحاولون توجيه ضربة مؤثرة أو توجيه ضربة بالصميم لأهداف في المنطقة الخضراء". وقال الناطق العسكري الأميركي مارك فوكس خلال مؤتمر صحافي:"نرى أنماطاً مختلفة متقطعة من النيران غير المباشرة ضد المنطقة الدولية"، أي"المنطقة الخضراء"وسط العاصمة. وأضاف:"أحياناً تمر أسابيع من دون ان يحدث شيء، ثم تمر فترات أخرى يقع فيها نشاط كثيف نسبياً أو متقطع". وكان عضو في البرلمان قُتل وأُصيب أكثر من 20 شخصاً في هجوم انتحاري استهدف مطعماً في مجلس النواب في 12 نيسان ابريل الماضي، وذلك في أسوأ اختراق أمني ل"المنطقة الخضراء". وفي المقابل، أعلنت جماعة"الجيش الاسلامي"مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت في موقعها على الانترنت إن الهجوم كان محاولة لإصابة السفارة الأميركية بصاروخين. وأضافت أن الهجوم كان دقيقاً وأوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوف قوات"الاحتلال"التي كانت موجودة في موقع الهجوم.